في عام 2020، غمرتني صدمة موجعة عندما تلقيت خبر إصابة خالي، أصغر أفراد عائلتي، بالسرطان. كان خالي مفعماً بالحنان ولطفاً، وصدمنا جميعاً بهذا الخبر القاسي. لم أكن أتخيل أنني سأمر بلحظات مؤلمة إلى هذا الحد.
اتصل خالي بوالدتي طالباً منها ترجمة تقرير طبي يحمل مصطلحات طبية معقدة، تعذر على حتى المترجمين المحترفين ترجمتها بدقة. طلبت والدتي مني أداء هذه المهمة الثقيلة، وكان ذلك عبئاً فوق طاقتي.
كانت ترجمة التقرير، الذي امتد على عشر صفحات، عملية شاقة مليئة بالألم. كلما تقدمت في ترجمة صفحة، كانت الدموع تنهمر من عيني، وأمسحها بشدة، والصفحات تزداد تعقيداً وصعوبة. كنت أبكي وأشعر بالعجز، ومع ذلك، حرصت على إتمام المهمة بكل ما أوتيت من قوة.
خلال تلك الفترة، كان من الصعب عليّ السيطرة على مشاعري، وعندما انتهيت من ترجمة التقرير، توجهت إلى غسل وجهي في محاولة للتخفيف من انفعالاتي. عادت والدتي إلى مسكنها بسرعة، ولكن لم أتمكن من فهم تماماً مشاعرها في تلك اللحظات القاسية. شعرت بحالة من الانهيار، واستسلمت للألم والضغوط التي عشناها.
كانت تلك الفترة صعبة بشكل لا يوصف، حيث تزايدت التحديات والضغوط، وشعرت بالضياع. كان من الصعب فهم سبب ما يحدث لنا، خاصة وأن والدي كان يصر على بقائنا بجانب والدتي في تلك اللحظات الحرجة.
على الرغم من كل ذلك، كانت تلك التجربة واحدة من أصعب ما مررت به، وشعرت بمرارة الفقد وصعوبة التكيف مع الألم. مع وجود بنتين صغيرتين تعلقا بخالي بشدة، كان من الصعب عليّ رؤية تعلقهما العميق وتفاعل خالي معهما باللعب والضحك. كان يمزح ويضحك، مما أضفى بُعداً من الفرح رغم الألم العميق.
عندما عاد خالي من السفر، اشترى تذكرة باهظة الثمن بمجرد علمه بحالته، وبقي بجانبه، معتمداً على الأكل الطبيعي واتباع التعليمات الطبية. كنا نقرأ القرآن على الماء ونتلوه بكثرة، وندعو له في كل وقت. في خضم الصدمة التي عصفت بالعائلة، حاولنا خلق أجواء من الفرح والدعابة لتخفيف الألم عنه.
مرت سنة، ولله الحمد، تم الشفاء التام من السرطان. بفضل الله وإصرارنا، تغلب خالي على المحنة. كلما تذكرت تلك الفترة، أستشعر الامتنان للأمل واليقين الذي دعمنا، وأدركت أن كل شيء بيد الله، وما كان يبدو مستحيلاً أصبح حقيقة، ونعمة الشفاء تجسدت في حياة خالي.