قصة مؤثرة تعكس قوة التسامح والرحمة تتجسد في حياة المخرج التركي يلماز كوني. تعود الحكاية إلى أيام الطفولة عندما كان كوني طالباً في المدرسة الابتدائية، حيث تعرض للضرب من قِبَل أستاذه بسبب خلفيته الكردية. ولكن، بعد سنوات من الألم والمعاناة، جاء رد فعل كوني بشكل غير متوقع.
عندما كان يلماز كوني طالباً صغيراً، عانى من ظلم الأستاذ الذي كان يضربه بغض النظر عن مدى إجابته بشكل صحيح أو خاطئ، فقط بسبب أصوله الكردية. هذا التصرف أسهم في تعزيز مشاعر الألم والإهانة في قلب كوني، ولكن مسيرته لم تتوقف عند هذا الحد.
عندما دخل كوني عالم السينما وحقق نجاحاً كبيراً بفيلمه الأول، اكتشف أن نفس الأستاذ الذي عانى من تصرفاته في صغره كان مصاباً بالسرطان. بدلاً من الانتقام أو حتى تجاهله، اتخذ كوني قراراً مفاجئاً لكنه نبيل. تبرع بكل عائدات فيلمه لمعالجة أستاذه، رغم الدهشة التي أثارتها هذه الخطوة بين أصدقائه.
توضح هذه القصة كيف يمكن للرحمة والتسامح أن يتغلبا على أحقاد الماضي. لم يكن تبرع كوني مجرد مساعدة مادية، بل كان رسالة قوية بأن الكرد ليسوا وحوشاً، بل قادرون على التسامح والمغفرة حتى لأولئك الذين أساءوا إليهم.
تلقي قصة يلماز كوني الضوء على القيم الإنسانية العميقة التي تتجاوز الاختلافات الثقافية والعرقية. من خلال تسامحه وكرمه، قدم كوني درساً حول الرحمة والتفاهم، مما يساهم في تعزيز قيم التسامح في المجتمعات المعاصرة.