عندما تعلو الأمواج ويسمع ركاب السفينة صوت طقطقة خشبها ، ويروا شقوقا ينزف من خلالها ماء البحر لداخلها وجب فرض عين لا فرض كفاية أن يقفوا ونواخذتهم ولو قليلا معا لوضع أسئلة مشروعة مثل لِمَ ، وما ، وكيف . لا لمجرد اللوم ، أو التشفي ، أو الفذلكة والنكاية ، بل سؤال لم ؟ لتحديد مواطن الخلل وما لتحديد ما علينا فعله حقا ، وكيف نتجنب مستقبلا ما قد يكون من أخطاء قد اقترفت بقصد أو بغير قصد . ويكفي القول للقريب والبعيد انني واشهد الله لا أقول ما قلته وأقوله إلا من باب حسن النية والنصيحة لله ولرسوله وللمؤمنين .
بعد ما قدمت أعتقد جازما أن لا أحد في وطننا يقف على شبر من أرضه إلا ويستشعر الخطر القادم والكارثة المؤكدة التي ستحل بوطننا وبنا ، وما نخافه ليس تخيلا وإنما تصريحات مسؤلين كبار تؤكدها تعزيزات على أرض الواقع لا تخفى إلا على اثنين أعمى بصر وبصيرة أو خائن قطعي الدلالة قطعي الثبوت .
أمام ما يجري نعود لم وما وكيف . فطالما ان العدو لم يعد يخفي نواياه ونرى من جرائمه ما لا سمعنا عنه وروي لنا من أفعال المغول ، والصليبين ، وغيرهم في التاريخ ، لماذا لا تعلن حالة التأهب ؟ (لا لإعلان الحرب ، ونحن نعرف قوة النيتو ، خاصة بعد ما حصل في فلسطين وذلك التحالف الاعمي بين دوله مع العدو) وهذا لا يعفينا من إعداد ما يمكن إعداده لتبرئة الذمة أمام الشعب والأمة وفوقهم رب العزة الذي سنفزع إليه بالدعاء المستجاب إن كنا اخذنا بالأسباب، ومن الإعداد في الإجابة على كيف السابقة فتح باب التجنيد وشراء السلاح (وقد فعلها المغفور له جلالة الملك الحسين) حيث اشترى من السوفيت صوارخ ارض جو من نوع سام وكذلك رفع الكفاءة القتالية لبواسل جيشنا وزيادة اعداده وعديده، وإعادة فرض التجنيد الإجاري، يليه فورا إحياء مشروع تدريب المقاومة الشعبية وتوزيع ما أمكن من السلاح على أفرادها مع ضبطه بعناية فائقة منعا لأي انفلات مهما كان ، ثم الارتقاء بالإعلام الوطني المسؤول فلا نريده إعلام مهاترات ممجوجة ولا بطولات دون كوشيتية مزيفة . إعلام يواحه الإعلام المعادي بالحجة الدامغة والحقائق المثبتة ، وإن كان هناك ما يتعارض مع اتفاقيات وادي عربة فالعدو من خرقها ويخرقها بتهديده ووعيده للأردن وما يفعله في الضفة وغيرها وهو يوزع السلاح يمينا ويسارا دون قيد أو شرط ويهددنا بوجودنا لا بامننا الوطني فقط ، وتلك الخرائط التي ينشرها امامه وآخرها في الامس ، ونحن نعلم ان ليس لنا والله إلا ان نلتف حول بعضنا بعضا ، قيادة وشعبا نابذين كل ما يدعو للفرقة من عنصرية بغيضة أو تعصب أعمى، لا نريد تخوينا ولا تأليها فكلنا من جلالة الملك إلى الجالس في بيته اخوة وطن واصحاب قضيه نابذين أصحاب الأجندات والعقد والمصالح الشخصية .
بهذا أستطيع أن أقول إنني أبرأت ذمتي أمامكم وامام الله وحفظ الله الأردن بكل ما فيه أرضا وشعبا وقيادة .