جادت به قرية صنفحة ( ام القرى ) قبل قرن من الزمان تقريبا وفق روايات متطابقة تعتمد على الذاكرة فلم يكن له شهادة ميلاد انذاك ، الا أن وثيقة تقدير السن لمثل هذه الحالات ترجح أن ميلاده بين عامي عام ١٩٢٦و ١٩٢٨.
الحاج سالم الصقور ابو غازي الذي عمل مختارات لعشيرته ردحا من الزمن دون منازع تميز عن اقرانه وابناء جيله بأنه لماح وذكي.
يتحدى واقعه لإثبات ذاته رغم ضيق ذات اليد وضنك العيش التي سادت حياة الناس في تلك الحقبة.
امتهن الحاج سالم عدة حرف ليعارك مصاعب الحياة فكان مزارعا ناجحا رغم غياب الارشادات والخدمات الزراعية في ذلك الوقت الا انه كان مزارعا ناجحا .
عاش منافحا ومكافحا عن قيمه الاصيله وعن قوته وقوت اولاده في عهد الإمارة الاردنية ثم في عهد المملكة حيث شق لنفسه طريقا كان صعبا على اقرانه
ودفعه الطموح ليكون ((مطهر اولاد)) وامتهن مهنة ختان الاطفال يحمل حقيبة اشبه بحقيقة الطبيب الميداني ، لا بل كان الناس ينظرون اليه نظرتهم الى الطبيب.
لطيف المعشر سعد الملافظ أحبه كل من عرفه على مدى اكثر من ٩ عقود وهو يجوب فلسطين بناءا معماريا لبيوت القدس القديمه ثم بيوت الطفيلة القديمه التي ما زالت ماثلة وشاهدا حيا على بصماته.
عاش الحاج سالم وترعرع في قرية السلع ١٠ كيلو جنوب الطفيلة مع شقيقين و٣ شقيقات كان بارا بوالديه .
ساهم في تأسيس المزارع الكروم والأشجار المعمرة في قريتي السلع وضانا.
المعمر الصقور نقل الوطن بين جنبيه من الطفيلة الى القدس الى تبوك وترك بصمات اصابعه على جدران هذه البلاد بناء وعطاء .
سألته ذات يوم بعد صلاة الجمعة في احد المساجد عن أكثر شيء يسعد به فاجاب (اعتز ان بنيت ثلثي البلد بيدي هاتين ) يقصد بالبلد بلدة( عين البيضاء) وقراها في الطفيله.
يستجمع ذاكرته سريعا ليسرد أنساب العشائر في منطقته فهو خبير بالناس وعارف بتفاصيل العشائر،
دخل المدرسة طالبا في مطلع القرن العشرين يوم ان كانت المدارس تتبع لوزارة المعارف فهو يقرأ ويكتب رغم تراجع البصر والسمع بفعل تقدم السن.
لطيف تقي نقي يحمل سيرة ذاتية عنوانها الأخلاق والرجولة طيب المعشر كريم النفس قريب الى القلب.
له ٣٢٠ حفيدا من ٦ أولاد و٧ بنات يحيطون به في بيت العائلة القديم كما يحيط السوار بالمعصم، يتسابق الجميع على خدمته لتوفير أعلى درجات الرعاية والحب والحنان والراحة له.
كان بناءا محترفا ببناء القناطر داخل الغرف القديمة الى ان بدأوا اهالي السلع والنمتة والمعطن بالهجرة الى مدينة العين البيضاء حيث شهدت المدينة تطور في بناء المنازل.
ثم ثحول في ستينيات القرن الماضي الى معلم طوبار)واستخدام البناء الحديث(الاسمنت والحديد) حيث شكل فريق عمل من أهالي العين البيضاء وبدأوا في بناء المنازل حيث عمل المختار الحاج ابو غازي مع شركاء وعمال محليين في بناء منازل العين البيضاء ومن شركائه في عمليات البناء (المرحوم جبرائيل البداينة و المرحوم صبحي العمريين والمرحوم عليان القطامين و المرحوم عبدالقادر الفقراء المرحوم علي متروك البداينة والمرحوم شوكت العودات والمرحوم علي عطيه القطامين ) ومعظم المنازل القديمة حاليا والتي مضى على إنشائها اكثر من ٥٠ سنة في العين البيضاء تجد للحاج سالم بصمة ومساهمة في بنائها وانشائها.
وفي مجال الختان (الطهارة) تعلم الحاج ابو غازي اجراء عمليات الختان (الطهارة ) من المطهر الشلبي عندما كان ياتي للعين البيضاء من اجل ختان الاطفال في القرية حيث اجاد عملية الختان وبحرفية والكثير من شبان القرية البالغين في السن اجرى لهم المطاهري ابو غازي لهم عمليات الختان حيث يذكر ان اول من عمل له الختان في القرية يبلغ من العمر الان ٧١ سنة .
ترشح للانتخابات البلدية) وتقدم الحاج سالم الصقور لأول انتخابات بلدية جرت في العين البيضاء ويذكر بانه حصل على اعلى الاصوات في تلك الفترة حيث كان رئيس البلدية في تلك الفترة المرحوم حمود القطامين رحمه الله .
ويعتبر الحاج سالم سلامة الصقور من وجهاء عشيرة بني حميده جاء ذالك من خلال اختيارة من قبل لجنة كان مقرها في الكرك انذاك وحصل على مهامه كمختار لعشيرة الشتيات إحدى عشائر الحمايده .
عمل في وزارة الأوقاف وعندما تقدم به العمر وبدأت اعضاء جسده تتعب من مشقة الحياه التي سار بها وانشأ مسجدا قريب من منزلة في منطقة وادي مليح في العين البيضاء وتقدم لوظيفة مؤذن للمسجد في وزارة الاوقاف طلبا للحصول على ضمان اجتماعي وكان له ذلك .
والان يسكن بين أولادة وبناته واحفاده واحفاد احفاده بصحة جيدة والحمد لله يمارس اعمال الزراعة الخفيفة في حديقته المنزلية.