سمعنا كثيرا بالمثل القائل: (أخلف من عرقوب ) أو (مواعيد عرقوب) و (كوعد عرقوب). ويضرب للذي لايصدق بمواعيده مع الغير وليس له وفاء، وهو كثير المماطلة.
قصة المثل تقول إن عرقوب وهو رجل يهودي من يثرب قبل الأسلام "وعد رجلاً بثمرة نخلة؛ فجاء الرجل إليه حين كبرت النخلة، يطلب منه الوفاء بوعده، فقال له عرقوب:
- دعها حتى تصير بلحًا (تمرًا غير ناضج)
فلما أبلحت، قال عرقوب للرجل:
- دعها حتى تصير زهوًا (له لون)
فلما أزهت، قال :
- دعها حتى تصيررطبًا (يلين ويحلو طعمه)
فلما أرطبت، قال :
- دعها حتى تصير تمرًا (يابسًا)
فلما أتمرت ذهب عرقوب إلى النخلة فقطعها، ولم يعط الرجل منها شيئًا؛ فصار
مثلاً في إخلاف الوعد."(١)
بلاشك فإن الوفاء بالوعود يعد من السمات الحضارية للشعوب. والإخلال بها له تداعيات على المدى البعيد كالخسائر الاقتصادية وضياع كثير من الفرص وتوتير العلاقات الاجتماعية .
وواقع الحال لايقتصر على الأفراد بل وصل الى الجماعات والمؤسسات والدول، وهنا الطامّة الكبرى حيث ستكون الخسائر أكبر والمواقف أسوء والنتائج أعم.
لكنً مهما تعقدت الحياة وازدحمت ميادينها فلا يمكن عدم احترام المواعيد وإخلاف الوعود بخاصة وأننا نشهد اليوم كثيراً من شاكلة (عرقوب بيننا) !!.
١- بتصرف ، أيمن حسن ، مواعيد عرقوب، سبق ، ١٢ يونيو ٢٠١٦