بعد قرن من النضال المتواصل تخلله معارك ميدانية وحروب عسكرية واشتباكات دبلوماسيه وانتفاضات تاريخيه بالوان سلمية وأخرى عسكرية قدم الشعب الفلسطيني خلالها ومازال يقدم مئات الآلاف من الجرحى والشهداء، كما ولد من معاناته حالات من الإبداع قامت بإغناء البشرية بالكثير من الابداعات الادبيه والعلميه فى الحقول التنموية كما فى المجالات النمائية استهدف من خلالها العودة إلى أرضه بعدما هجر منها بواقعتي 48 و 67 فكان له ذلك عبر أوسلو بمعاهدة سلمية جعلته يعود برمزية سياسية وان كانت محدودة إلى أرضه لتحقيق حلم وجوده وتجسيد رؤيته فى بناء دولته المستقلة.
وهذا ما جعل من واقعه المعاش فى حياته اليوميه يكون فى ساحة اشتباك مباشرة ومستمر بينه وبين المحتل الاسرائيلي، فهو يشتبك معه ميدانيا لرفع جور ظلمه ويشتبك معه معيشيا من أجل تحصيل لقمة خبزه كما يشتبك معه بالمحافل الدبلوماسية فى كل اجتماع يعقد فى الحضانة الدولية في الدفاع عن فلسطين أيقونة الحرية، والاعتراف بالدولة الحلم التى طال انتظارها حتى كان له ذلك مع انعقاد الدورة 79 السنوية للأمم المتحدة والتى نالت فيها فلسطين مقعد رسمي فى الأمم المتحدة، وهذا ما جعلها تأخذ "مشروعيه دوله ضمن شرعيه مراقب غير عامل" لكن له وجود فاعل نتيجة عدم حصولها على الاعتراف الدولي بعد، الا ان ما حصل وضع لفلسطين مقعد رسمي في الأمم المتحدة على أمل أن تنتقل فلسطين الدولة من طور ساكن دبلوماسي الى طور عامل دبلوماسي فى قادم الأيام، والتي تؤكد مجريات أحداثها على اقتراب فلسطين الحلم ان تصبح حقيقه واقعه ماثله للعيان بعد حصولها على هذا الاستحقاق الدبلوماسي التاريخي الكبير.
وإذ تجلس فلسطين اليوم فى المقعد الرسمي لها بالجمعية العمومية في دورة انعقادها 79 فانها تبعث برسالة أمل للمنطقة كما للعالم اجمع بان يعم السلام على أرض السلام في بيت المقدس وأكنافها، ويعم العيش المشترك على المنطقة ومجتمعاتها بإعلاء ثقافة القبول بالآخر التي باتت مفقودة عند مجتمعات منطقة مهد الحضارات، ليعود بذلك باب التواصل قائم ومتصل بين الأديان بمحتواها الثقافى لتشكل دروب مساراتها القيمية اضافات محموده تنظم العلاقة البشرية بين مجتمعاتها وتنير دروب محتواها الانساني بالفكر كما بالممارسة التى لا تعتمد العنف والإرهاب وسيلة لها فى بيان سياساتها ولا تقوم بفرض قانون القوة بقدر ما تسعى لبيان أدبيات قيميه وأخلاقيات منهجية تعلي من القيم الإنسانية بسمو رسالتها وبتقديم نموذجها السلمي ذو الطابع المدنى الذى يقوم على قوة القانون وسيادته الذى من المفترض أن يكون محط إجماع دولي دون تمييز بجعل من المكيال مختل ويجعل من الظلم سائد كان من المفترض ان يكون قائم لتحقيق ثقافة العيش المشترك التى تعترف بالآخر ولا ترفضه كما تعترف بحق الشعوب في تقرير المصير وتعلي من القيم الإنسانية المتوارثة التى المفترض المحافظة عليها في ترسيخ معاني السلم الاهلي والامن المشترك.
ان ايقونة الحرية فلسطين وهي تشكل نموذج ماثل للعالم أجمع لإرادة شعب أراد الحياة فاستجابت لها الحاضنة الأممية بواسع مقعد رسمى لهذه الغاية إنما لتجلس على المقعد الرسمي لها في الجمعية العمومية وكلها أمل أن تنتقل فلسطين الدولة خطوة للأمام باكتساب صفة الدولة العاملة في الأمم المتحدة ليس من أجل فلسطين لذاتها بل الذاتية المنظومه الامميه التى جاءت منظومة رسالتها لإعلاء القيم الانسانيه فهل تنتصر المنظومه الامميه لرسالتها وتدعم نموذج فلسطين الدولة، هذا ما ينتظر أن نسمعه فى خطاب الرئيس بايدن الأخير فى الجمعية العمومية كما فى خطاب الرئيس الفلسطيني صاحب القضية ومن خطاب عميد زعماء العالم الملك عبدالله الثاني الذي عودنا على بيان حقيقة الأمر بالوقوف مع القيم الإنسانية وبيان رساله ثقافة العيش المشترك، وهو الذي يمثل ستاتيكو معادلة بيت المقدس بواقع مرجعية الوصاية.