لماذا أطلقتُ العنان لمقالتي السابقة ، ونُشرت في صحفنا وإعلامنا الأردني على نطاق واسع ،بصيغةالتساؤل الاستفهامي الذي يبعث على التفاؤل والتمني "سمير الرفاعي لو أُعطي الثقة فكيف سيرتقي بالوطن ؟ " السبب هو أن دولة الألمعي وحكيم السياسة والاقتصاد والثقافة
سمير الرفاعي ،عادةً ودائماً ،من معرفتي في مشروعه الوطني الشامل من جهة ،ومن جهة أخرى منهجه الإداري المستنير ،وجدتُهُ أنه لا يُبحرُ في مياة مجهولة ؛إنما قراراته مدروسة ومسؤولة ومحسوبة ومدققة بعناية إدارية فائقة،ويمتاز بقرارات دقيقة لا شطط فيها ،ولا خيال ، ولا تأجيل ولا تسويف ولا تباطؤ ولا تأخير ولا وعود طويلة التنفيذ ،وهذا ما نحتاجه وننشده نحن جيل الشباب في هذه المرحلة ،مرحلة ما بعد الانتخابات النيابية ٢٠٢٤م.
ومن جهة ثالثة ،فإنّ دولته عقد نياشين المحبة كالعقد الفريد المنظوم نظماً محكماً مع المواطنين المؤمنين والواثقين بأفكاره ونصائحه بشتى أطيافهم وميولهم وإديولوجياتهم وتوجهاتهم ومنحاهم الفكري والثقافي والاجتماعي، وبشتى طبقاتهم ،فحظي بتقدير كبير وباحترام ومحبة الجميع وثقتهم .
أما عن علاقاته الطيبة والممتدة والطويلة،فإنني أعزائي القراء الكرام ؛ أؤكدُ لكم أنها "صفر "خصومة مع كل التيارات السياسية والأحزاب السياسية الأردنية القديمة والناشئة حديثاً ؛أنه على تصالح دائم مع كل الأطياف وكل المكوّنات.
كما أن لدولته على الصعيد الآخر ،نزعة اقتصادية فريدةمن نوعها ،لها أساس وأُسس يتبناها بذكاء وقّاد ، ومؤمن بها وقابلة للتنفيذ والتطبيق ،نحتاجها نحن الأردنيين ؛ لحل مشكلة البطالة ومقاومة آفة الفقر وتوفير فرص العمل في القطاع العام والخاص للناس ،وللخريجين من شباب الوطن وشاباته في مختلف تخصصاتهم ومستوياتهم وثقافاتهم ومجالاتهم المعرفية .
كما ، ويحظى برصيد كبير لدى الأحزاب السياسية والتيارات الإسلامية والإسلام السياسي مثلاً ،فكثيرٌ ما حاورها دولته على طاولة اللقاءات المباشرة وجهاً لوجه ،بالأخص جماعة الأخوان المسلمين وجبهة العمل الإسلامي، وقد حظي بدعوات كثيرة على مر السنين وبشتى المناسبات الدينية من هذه الجماعة وحزب الوسط الإسلامي الذي أصبح اسمه بعد الدمج والائتلاف بالحزب الوطني الإسلامي.
ولديه منزع نحتاجه في كل مراحل حياتنا كما قلت قبل قليل ألا وهو المنزع الاقتصادي الشامل،الذي يُعدُّ أحد المرتكزات الأساسية في برامجية الأحزاب السياسية القديمة والحديثة ،وهي تطرح الحلول وتقترحها في مستلات برامجها وخططها واستراتيجياتها،لكن حلول أزماتنا الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والإدارية نجدها في فكر دولته بصورة شمولية وفيها معقولية نابعة من خبراته المتنوعة ،ناهيك عن منحاه الاجتماعي أي نحو لقاءاته بالناس والمجتمع وهو على تواصل دائم مع كل الأردنيين والأردنيات، وهذا هو طبع دولة الرفاعي الذي لا يحيد ولا يبتعد عنه ،بل إنّه دائم الحضور بين الناس لا يغادر قضاياهم ومشاكلهم ومساعدتهم ومطالبهم بكل صدق وتواضع وأمانة واحترام .
كما ، وجدتُ لدولته أرصدة كبيرة وضخمة لدى التوجهات السياسية والوطنية والوجوه القانونية والاقتصادية والاجتماعية والقبلية والعشائرية والخلفيات الأمنية والعسكرية التي خدمت الوطن وقيادته سابقاً .
ناهيك عن مشاهداتي اثناء العزاء بدولة المرحوم زيد الرفاعي ،شاهدتُ قيادات جماعة الاخوان المسلمين وجبهة العمل الإسلامي على رأس الأشهاد وصفوف المعزّين ،و وهذا يدل على طيب العلاقة مع الجماعة وجبهتها ،وكما أنه يدل على قُرب دولته منها واحترامه وتقديره لها ولغيرها من مكونات سياسية أخرى.
لم ينقطع دولته بالاتصال والتفاهم والتواصل مع التيارات الوطنية والديمقراطية والليبرالية والمدنية والتقدمية والعمالية والعملية ،ولمن لديها إرادة وطنية في مواجهة التحديات التي تواجه الوطن والمواطن الأردني، ولمن انطلق من قواعد شعبية عشائرية قبلية أردنية أصيلة بكل اتجاهات الوطن وكافة حدوده الجغرافية والطبيعية والسياسية.
الدواوين والمضافات لدى عشائرنا وقبائلنا الأردنية وأروقة وردهات الجمعيات الخيرية والأندية الرياضية الشبابية شهدت على كل حوارات دولته التي تصب في مصلحة الوطن والمواطن،ولقاءاته مع أفراد عشائرها وقبائلها وزعاماتها ووجوهها الكرام ،بكل تفاصيل الوطن مدنه وقراه وبواديه ومخيماته.
وفي الختام أقول إن دولة الرفاعي هو الأب الروحي لمسار التحديث السياسي،ولديه خبرات طويلة وطويلة جداً وعميقة في العمل الحكومي،ودولته ابن الوطن البار ومجلس الأمة ،وهو القادر على التحوّل من صانع محتوى سياسي إلى محترف في تنفيذ محتواه بطموح وشغف كبيرين لو أُعطى الثقة الملكية السامية .