وأنا أراقب شاشة التلفاز وأرى حجم الفظائع المرتكبة وتجاوزها لكل القيم والأعراف، وما يقع من تواطؤ وتخاذل عالمي واضح في الصمت عن جرائم يندى لها جبين الإنسانية، من قتل وتنكيل وتجويع في غزة، خطر ببالي الحديث الوارد في الصحيحين (البخاري ومسلم) عن الشجر والحجر وكيف يكشفان عن من يتخفى من العدو خلفهما. فقلت في نفسي: والله، ما هذا الانتقام الذي يجعل الحجر والشجر ينطق إلا لغضب إلهي عظيم مما تفعله هذه الوحوش من تجبر وتأله على الناس، وكذب على أنبيائه، وما يرتكبونه الآن من جرائم مؤلمة للقلب، ومغضبة للرب، من قتل للبشر، وحرق للشجر، وتدمير للحجر.
وفي إعجاز قرآني مستقبلي، استبق الله افعالهم لعلمه بها ليورد ذلك في آيات ربانية بأنه سيسخر هذا الشجر والحجر (بما أصابهما من أذى وغَيّ هؤلاء)، فيدلان عليهم. وفي ذلك من الرعب والخوف ما فيه، عندما تسمع الشجر والحجر يتكلمان دالين عليك، انتقاماً منك وعقاباً لسوء أفعالك.فلا ملاجئ تحمي ، ولاقبة حديدية تذود، ولا مقلاع يدفع ونحن نعلم خوفه وجبنه، وهذا كله دلالة على عظم ما يفعلون، وسوء المنقلب الذي إليه سيؤولون. ووعد الله قائم بأن النصر آتٍ بإذن الله، وهنالك سيخسر المعتدون، والقاعدون، والمتخاذلون المرجفون، والله بالغ أمره .