على مدى قرن من الزمن، تألق دور الهاشميين في دعم الفلسطينيين والحفاظ على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، إذ جاءت الوصاية الهاشمية كعلامة بارزة على العلاقة التاريخية بين الأردن وفلسطين. ففي عام 1924م، وقع الشريف الحسين بن علي على الوصاية الهاشمية على المقدسات، ليكون الأردن الحارس الأمين للقدس بتأييد وثقة من الشعب الفلسطيني، الذين رأوا في الهاشميين رمزا للالتزام والوفاء تجاه القدس وفلسطين. وعزز الملك عبد الله الثاني هذه الوصاية من خلال اتفاقية تاريخية مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس عام 2013، لتأكيد دور الأردن في حماية الأماكن المقدسة في القدس.
تخللت العقود الماضية جهود متواصلة للإعمار الهاشمي للمقدسات، بدءاً من عهد الشريف الحسين بن علي الذي تبرع بـ 38 ألف ليرة ذهبية لإعمار المسجد الأقصى. كما استمر هذا الإعمار في عهد الملك المؤسس عبد الله الأول، حيث شهد المسجد الأقصى وكنيسة القيامة أعمال ترميم وإعادة بناء، إذ شارك الملك عبد الله الأول بنفسه في إخماد حريق شب في كنيسة القيامة عام 1949م.
وفي عام 1969، تميزت جهود الملك الحسين بن طلال بإعمار طارئ للمسجد القبلي بعد تعرضه لحريق مفتعل، تلاها الإعمار الخامس في عهد الملك عبد الله الثاني الذي شمل زيادة أعداد موظفي الأوقاف وحراس المسجد الأقصى، إلى جانب تأسيس الصندوق الهاشمي لإعمار المسجد الأقصى، وكرسي الملك لدراسة فكر الإمام الغزالي.
أما الجيش العربي الأردني، فقد سطر ملاحم بطولية على أرض فلسطين، حيث كانت تضحياته حاضرة في عدة معارك، أبرزها معركة القدس عام 1948 التي حافظ فيها على القدس الشرقية، ومعركة اللطرون وباب الواد، حيث تمكنت الكتيبة الرابعة من التصدي للقوات المعتدية وأعادتها خائبة. توجت تضحيات الجيش الأردني باستشهاد الملك المؤسس عبد الله الأول على أسوار المسجد الأقصى، ليُدفن بجوار المكان الذي أفنى عمره دفاعاً عنه.