تُعدّ الرمثا واحدة من أبرز مدن الأردن التي تحتضن في طياتها تاريخًا عريقًا وتراثًا غنيًا يمتد عبر قرون طويلة، لتجسد صورة حية لثراء الثقافة الأردنية وتنوعها. تقع الرمثا في شمال الأردن، وتتميز بموقعها الاستراتيجي على الحدود مع سوريا، ما جعلها نقطة تواصل بين الشعوب والثقافات عبر العصور.
تشتهر الرمثا بتراثها الشعبي وأصالتها، حيث تتنوع الفنون التراثية التي تتوارثها الأجيال مثل "الدبكة الرمثاوية" التي تعد جزءًا أصيلاً من المناسبات الوطنية والاجتماعية، إلى جانب الأغاني التراثية التي تعبر عن عراقة المدينة وتفردها. وتبرز "الدحية" كفنٍ بدوي أصيل يشتهر في الرمثا، حيث يجتمع الرجال في حلقات يؤدون هذا الفن الشعبي على إيقاع الطبل، ما يضفي جواً من الحماسة والترابط الاجتماعي.
كما تُعد الصناعات اليدوية جزءاً لا يتجزأ من تراث الرمثا، حيث تبرز الحرف التقليدية مثل صناعة النسيج والسجاد اليدوي والزخارف الفخارية. يعتمد العديد من أهل الرمثا على هذه الحرف كمصدر رزق، مما يعكس حرصهم على الحفاظ على تراثهم وإيصاله للأجيال القادمة.
وتشتهر الرمثا أيضًا بمطبخها الشعبي الغني، الذي يعكس عاداتها وتقاليدها العريقة. يعتبر "المنسف" من أشهر الأطباق التقليدية في الرمثا، إلى جانب أطباق شعبية أخرى تعبر عن الضيافة والكرم الذي يتميز به أهل المدينة.
أما من الناحية التاريخية، فقد لعبت الرمثا دورًا بارزًا في تاريخ الأردن، حيث كانت مركزًا للتجارة بين بلاد الشام، ومساهمًا فعالاً في الحياة الاقتصادية للمنطقة. ولا تزال معالمها التاريخية تعكس تلك الحقبة، ما يجعلها وجهة جذابة للزوار الراغبين في اكتشاف تاريخ الأردن وثقافته.
تظل الرمثا بموروثها الشعبي وتقاليدها العريقة شاهدة على حب أهلها لتراثهم، وحرصهم على صونه من النسيان. فهي مدينة لا تتوقف عند الحاضر، بل تمتد جذورها في عمق التاريخ، لتظل حية نابضة بالأصالة والجمال، تجمع بين ماضي الأجداد وحاضر الأبناء في صورة مشرفة للأردن.