يتحول قطاف الزيتون كل عام إلى مهنة موسمية تدر دخلاً جيداً على عدد من المواطنين الأردنيين، وهو موسم زراعي يوليه الأردنيون خصوصاً في المناطق الريفية أهمية كبيرة لأسباب اقتصادية واجتماعية وثقافية، إذ يعكس ارتباطاً عميقاً بالأرض والتراث في تقليد تمارسه الأجيال ليعزز الروابط الاجتماعية، حيث تشكل النساء جزءاً أساساً في عملية القطف التي كانت تسمى قديماً "العونة" في مهنة باتت اليوم موسمية وتدر دخلاً على آلاف الأسر الأردنية،
ومع بدء موسم قطاف الزيتون في الأردن ينتظر أصحابُ المزارع بفارغ الصبر إنتاجَ أشجارهم من الزيت ، فعصارةُ ثمارِ هذه الشجرة التاريخيةِ تعد عنصرا أساسيا على موائد الأردنيين،
ويبدأ تجهيز العتاد والعدة لموسم قطف الزيتون في لواء الكورة مع بداية أكتوبر الذي ينتظره المزارعون بـ"شغف"، كون ثمار الزيتون تمثل رافدًا أساسياً، ومصدر رزق يعينهم على تأمين احتياجاتهم الحياتية الأساسية حيث يعتبر موسم للرزق والفرح والطقوس الشعبية ويمارس العمل وسط أجواء احتفالية لا تخلو من الأهازيج والأغاني الفلوكلورية .
وفي لقاء لصحافة اليرموك مع الدكتور احمد محمود جبر الشريدة الباحث في التراث الزراعي قال ان شجرة الزيتون في لواء الكورة تفوق أي زراعة شجرية أخرى, كونها تمثل امتدادا تاريخيا للزيتون( المعمر ) او ما يطلق عليه محليا "الزيتون الرومي وتضم الكورة حوالي مليون شجرة زيتون من مختلف الأصناف البلدي؛ والسوري والنبالي؛ والقنبيسي والنصوحي والتلسماني ، وتغطي ما نسبته(34 %) من مساحتها الاجماليه , وتتركز زراعته في المناطق الجبلية وعلى ضفاف الاودية ,
واضاف الشريدة ان زراعة الزيتون ذي الأصول المعمره تنامت بشكل كبير حتى أصبحت تشكل طرازا للمعيشة ونمطا للحياة ورمزا وشعارا لمنطقة الكورة الاردنية , حيث يبلغ عدد أشجار الزيتون الرومي حوالي(15) ألف شجرة معمره وعمرها اكثر من 2000 سنة وجلها في قرية تبنة ، و تمتاز بالخضرة الدائمة ومظهرها التراثي المميز وزيتها المثالي ؛ ويقدر قطر ساقها بحوالي مترين واكثر؛ وتتواجد في بلدات دير أبي سعيد وتبنه وجديتا وكفر الماء والأشرفية وجنين الصفا وكفر عوان .
وبين الشريدة ان أفضل وأجود أنواع زيت الزيتون في الأردن هي تلك التي من إنتاج الكورة الاردنية ( زيت الكورة ).
ونوه الشريدة الى ان جغرافية لواء الكورة في ومحافظة إربد في شمال الأردن تتميز بأنها ذات تنوع تضاريسي يجمع ما بين الجبال والسهول والوديان ؛وهي منطقة شفاغورية تشرف على منحدرات وادي الاردن غربا .
واضاف الشريدة انه مع إنطلاق موسم الزيتون لعام 2024م إندفع المزارعون في كافة مناطق لواء الكورة وبكل عزم وحماس لقطاف أشجار الزيتون المباركة ؛ حيث ان الموسم الحالي موسم خير وبركة وموسم وفير في المحصول حيث ان الكورة والزيتون' قصه عشق دهرية' رافقت الانسان الكوراني عبر العصور التاريخية من خلال حوالي( 15) ألف" زيتونة معمرة" في مختلف مناطق الكورة الأردنية تتراوح أعمارها بين 800 الى 2800 عاماً؛ والكورة والزيتون صنوان حيث اصبح الزيتون رمزاً وشعاراً لمنطقة الكورة الاردنية بفضل جودة زيتها المنتج عضوياً وسط بيئة طبيعية بكر خالية من التلوث .
وبين الشريدة ان ما يميز لواء الكورة وجود انواع واصناف متعددة في انتاج زيت الزيتون وهي :- زيت الزيتون "البكر الممتاز" من خلال المعاصر الحديثة .
واضاف الشريدة ان هناك أنواع زيت تقليدية توجد في الكورة اهمها "الزيت المّسلوق" الذي تشتهر فيه قرية " تبنه" في لواء الكورة إربد و تنفرد بوجود آخر معصرتين في المشرق العربي لانتاج" الزيت
معاصر حجرية قديمة صديقة للبيئة في الجنوب الغربي لمحافظة اربد ، ضمن لواء الكورة ،تقع هنالك بلدة تسمى « تبنة» على احدى التلال العالية والتي تشتهر بزراعة شجر الزيتون خاصة الزيتون الرومي الذي يعود لزمن البيزنطيين او الرومان ، حيث يقوم أهالي هذه القرية بعصر الزيتون بالمعاصر التقليدية حيث يتم عصر الزيتون بعد تنشيفه بالشمس او سلقه ، وهذه الطريقة تعطي نسبة زيت اكبر على عكس المعاصر الحديثة حيث يقوم العاملون في هذه المعصرة بوضع الزيتون الناشف او المسلوق في جرن ومن ثم يتم إفراغه في البد وهو حجر دائري يشبه الصحن ، بداخل هذا الصحن حجر بازلتي كبير يشبه العجلات يقوم بعملية العجن لمدة ما يقارب الساعة من الزمن ، بعد ان يتحول الى فتات يقومون بتعبئته في قوالب مصنوعة من الليف الطبيعي ونقله على عربة المكبس ، ثم رفعه بواسطة الكهرباء و ضغطه على ساعات الهواء بدرجة ٤٥٠ . عند الانتهاء من عملية الكبس لاستخلاص الزيت ، يكون هنالك مخرج كالحنفية يصفي الزيت
وفي ختام حديثه ناشد الشريدة المواطن الأردني والسائح العربي والأجنبي بزيارة لواء الكورة الأردنية في " سياحة زيتونية" للتعرف ميدانياً على هذه الانواع وسط بيئة غامرة بالترحيب والفرح وتحت شعار " زيت الزيوت في كل البيوت" ؛ "والكورة الخضراء... محبة وعطاء"...