يرصد بسماء الوطن العربي قبل منتصف الليل اليوم الأربعاء 20 نوفمبر 2024 ولبقية الليل اقتران القمر الأحدب المتناقص بكوكب المريخ حيث سيفصل بينهما 2 درجة في ظاهرة ستشاهد بالعين المجردة.
نظراً لأن المسافة الظاهرية بين القمر والمريخ واسعة فلن يظهرا سوياً في مجال رؤية التلسكوب ولكن يمكن ذلك من خلال المناظير.
ان رصد ومتابعة لمعان المريخ أسبوعياً في غاية الأهمية لرصد كيف سيتغير بشكل كبير من الان وحتى يوم التقابل منتصف يناير 2025، فهذه التغيرات الدراماتيكية في سطوع المريخ (ولونه الأحمر) هي سبب تسمية القدماء لهذا الكوكب باسم إله الحرب، ففي بعض الأحيان يستريح إله الحرب وأحيانا يصبح عنيفاً، هذه التغييرات هي جزء من سبب روعة مشاهدة المريخ في سماء الليل.
لفهم سبب اختلاف سطوع المريخ كثيراً في سماء الأرض ، يجب أن ندرك أن المريخ ليس كوكبا كبيراً جداً حيث يبلغ قطره 6,790 كيلومتر فقط .
ضع في اعتبارك أن كوكب المريخ على عكس المشتري أكبر كوكب في نظامنا الشمسي حيث يبلغ قطر كوكب المشتري 140 ألف كيلومتر ما يعني يمكن اصطفاف أكثر من 20 كوكباً بحجم كوكب المريخ جنباً إلى جنب أمام كوكب المشتري، لذلك يبدو كوكب المشتري دائماً ساطعاً لأنه كبير جداً، لكن الحال ليس كذلك بالنسبة للمريخ الصغير الذي يرتبط لمعانه بقربه أو بعده من الأرض.
يدور المريخ حول الشمس خارج مدار الأرض وتتغير المسافة بين الأرض والمريخ، ففي بعض الأحيان تكون الأرض والمريخ على نفس الجانب من النظام الشمسي وقريبين من بعضهما، وفي بعض الأحيان على جانبين متقابلين من الشمس وبالتالي ظهر المريخ خافتاً.
إن السبب في ان الكوكب الأحمر ساطعاً في بعض الأحيان لأن الأرض تستغرق عاماً لتدور حول الشمس مرة واحدة، ويستغرق المريخ حوالي عامين للدوران مرة واحدة، يحدث تقابل المريخ - عندما تمر الأرض بين المريخ والشمس - كل عامين و 50 يوماً.
لذا فإن سطوع المريخ يتضاءل ويزداد في السماء كل عامين تقريباً، لكن هذه ليست الدورة الوحيدة للمريخ التي تؤثر على سطوعه، فهناك أيضاً دورة مدتها 15 عاماً من حالات التقابل الساطعة والخافتة.