"ما قلته لك يا عيني أبعد من ناظري"، كلمات تنبض بروح الكبرياء والمجد في وطن الأصيلين، حيث التاريخ يكتب بمداد الحب والنقاء، والقلوب تمضي كفارس يعشق الخير وينصر الحق.
الكاتبة نادين نبيل عبد الله أبو صالحة تسرد في مقالها حكاياتٍ من عمق القيم، حيث الخير يُرد بأضعافه، والحب يُمنح لمن يستحقه. لكنها تشير إلى الوجه الآخر: خيط الثقة إذا انقطع، فلا رجعة. هو صراع بين الحب والصبر، وبين الغدر والحدود.
بهذا النص، تحيي نادين تراثاً عريقاً يحمل في طياته معاني الفروسية والأصالة، مؤكدة أن التسامح قد يكون ممكناً، لكن لكل شيء حدود، وللأصيل كرامة لا تمس.
وتتابع الكاتبة حديثها عن طبيعة الإنسان الأصيل الذي لا ينسى الجميل ولا ينكر المعروف، ولكنه في ذات الوقت لا يقبل الغدر ولا يترك الإساءة دون رد. ففي قلب كل أصيل حب للحياة وللخير، إلا أن هذا الحب لا يعني الضعف أو الخضوع، بل هو قوة تقف شامخة في وجه من يحاول كسرها أو النيل منها.
تشير نادين إلى أن الكبرياء والمجد لا يُكتبان بالأقوال بل بالأفعال، وأن التاريخ لا يخلّد الثرثرة، بل يحفظ بصمات العمل والإخلاص. وتُشبّه الأصالة بالخيول العربية التي ترفض الذل، وتبقى شامخة، لا تنحني إلا لمن يستحق احترامها.
تُبرز الكاتبة طبيعة الأغلبية التي تحب السلام وتتحلى بالصبر، لكنها تُحذر من اختبار حدود ذلك الصبر، لأن الأصيل إذا غضب لا ينسى، وإذا انكسر لا يُصلح. هكذا تسرد نادين رؤية عميقة للحياة: حب وعطاء لمن يستحق، وحزم وصرامة أمام من يطعن في الظهر.
في النهاية، تنهي الكاتبة مقالها بدعوة للتأمل في دروس الماضي وحكاياته، تلك التي تمشطها الأيام وتعيد صياغتها برؤية جديدة، حيث يبقى المجد للأصيلين الذين يسيرون على دروب الكرامة، ويحملون رايات الحق والحب، دون أن يسمحوا للغدر أن يتسلل إلى حياتهم أو يلوث قلوبهم النقية.