يصادف اليوم الذكرى الثالثة والخمسين لاستشهاد الرمز الوطني ونموذج البناء الذي ما زلنا نقرأ في صفحاته أسطورة مجدت الأرض والوطن والقمح والإنسان ، نرى فيه حكاية حملت الوطن في القلب وأسست للأردن والأردنيين مشروع العقل والإنسان والهوية ، وصار باغتياله اغتيالا للحلم الأردني وليس اغتيال للفكر والانتماء وجذور الهوية الضاربة في الأرض .
وصفي التل الذي مازال يشكل الخارطة والعودة وبدايات الطريق ويعتبر دستورا في الحب والعمل والإنجاز وقرائن الوطنية ونهج للسياسة الحكيمة التي أمنت وأعدمت بفلسفتها وإيمانها بكل الوطن المتكامل كل خائن للقمح والأقحوان فلا أردني خائن والنهج أبلج ومن يريد الوطن يمتزج به حيا أو ميتا .
في كل منا أرشيف يضج بمئات الصور والمواقف والمشاريع وفي داخل كل أردني مشروع لوصفي التل ولجميع مكونات الحالة العامة لفكر وفلسفة وشخصيته الثقافية والسياسية والعمرانية . و مازلنا نحفظ عهد وصفي التل ونحافظ على قسمه البار بالوطن ونجزم أن الذاكرة لا تتسع إلا لكل من يحمل مجد وخارطة الوصفي ورايته المهدبة من خيوط وقمح وزعفران الوطن .
إلى الوصفي : نحن جيل يأخذنا التاريخ المفصل لوفاة كل صانع حلم ونلوذ بمجد التليد وتاريخه العظيم لنبقى على قيد حلم البناء والعمل للوطن ؛ لكننا جيل لم نهزم بعد ولن تهزم إرادة الصمود فينا نعرف الهدب جيدا ونعرف كيف نرده مهدبا موشحا بفاتحة الكتاب نلقيه فوق أضرحتكم وقد امتلأت سنابل قمحنا وبلادنا ذات بلادنا نطلب شامنا قطارا ونرده عشرات وتطير الحجل فوق سماءنا وتغني لوصفي .