كنا حوسة، ما حدا يميز هذا عيل مين أو ابن لمين، وعند غياب الشمس كل واحد فينا على داره.
على الحمام، كلك تراب، وبالحفاية لحد ما يتحمم ويتنهّن من الصياح، غير التقرص لما يصل الفرشة، المهم نام بالأحلام.
نقوم نصبح مع صياح الديك وريحة خبز الطابون، قوم قوم، اتركني ما ودي! على صياح وصريخ، والأم تصيح: "تعالوا افطروا!"
فتت شاي بالسمن البلدي، جاط كبير، وكلنا فيه إيد بإيد، بالكثير دقيقتين بقرع. والأم تقول: "صحة صحة، يا ويله يلي بوسّخ حاله!" وهي رافعة الشبشب من بعيد.
فتح الباب وهات دورنا: يلي بخم الجاج قاعد، ويلي على الشجرة مارِد، ويلي بين العشب فايق. منتشرين، ما في شي يشغلنا، لا مدرسة ولا تلفزيون أو حتى تلفون. ومحمد يصيح: "دكانة المختار فتحت عليها يا عيال!" والكل ركاض. تلاقي معمميسة وراهم طوس.
وشدكم يا عيال معنا، تنكت قمح ودّينا فيها حامض حلو ولا جعيجبان. أيام بسيطة، والفقر محليها.
تحمل رضيعها، وبالخرج تخليه، وبريق الشاي والشراك، ويلا يمه نساعد أبوك يحرث أو يحصد. وعلى الدابة نقصد هناك قريب، بطراف القرية يا خالة.
قالها: "رحمته أبويا، رح يجي يوم ونرجع للأرض نزرع ونحصد وندرس ونذري، وبالبابور نطحن ونجرش وما نجوع."
وذراع الواحد سنديان، مو مثل اليوم رخوة تقول هزلان.
فطورنا سمن ولبن، وجبجب وبيض مع رغيف خبز طابون وزبدية رايب وكأس حليب. وغدانا مجدّرة أو برغل. ويا حبيبي على الشوربة الحامضة مع راس بصل يابس وصحن الزيتون، وجنبها ضمة جرجير وبصل أخضر. وإن جانا ضيف جهزت الفطيرة بالسمن البلدي، وقضب زلم بعد الغدا، ههههه، كلها تتقرط: "وين الشاي؟ هاتوا الشاي!"