لان المملكة الأردنية الهاشمية أصبحت من الدول الريادية وذات المكانة المرموقة في العالم لما تتمتع به من إنجازات مشهودة ومتميزة في مجالات حقوق الإنسان برمتها وعلى رأسها حماية الكرامة الإنسانية ورعاية الملهوفين والمضطهدين وغيرهم من أصناف الشعوب المهجرة قسرياً فأنه من الأهمية بمكان التذكير باليوم العالمي للمهاجرين الذي يصادف اليوم الثامن عشر من كانون الاول ( ديسمبر ) الاحتفال به والذي جاء بتوصية من خلال الاتفاق العالمي من أجل الهجرة الآمنة والنظامية في 19 أيلول/سبتمبر 2016، أثناء إجتماع لرؤساء الدول والحكومات لأول مرة على الصعيد العالمي في الجمعية العامة للأمم المتحدة لمناقشة القضايا المتعلقة بالهجرة واللاجئين لما شكلته قضايا الهجرة واللاجئين من أبعاد وتداعيات سياسية واقتصادية واجتماعية وسكانية على وجه التحديد .
التقارير الخاصة بأوضاع المهاجرين ومتابعتهم حملت نتائج خطيرة للغاية إذ لقي ما يقرب من 70 ألف مهاجر حتفهم أو اختفوا خلال رحلاتهم البرية والبحرية منذ بداية عام 2014،وهذا الرقم المعلن وحتما ً العدد الحقيقي أعلى من ذلك بكثير حيث صدرت أرقام متفاوته لهذه الظاهرة التي اصبحت مشكلة كبيرة تؤرق الكثيرين في العالم حسب تقديرات منظمة الصحة العالمية والمنظمات الدولية المعنية بالهجرة وشؤون المهاجرين واللاجئين .
وتنبع أهمية الهجرة بكل دلالاتها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية من كونها إحدى أهم مصادر التأثير على التركيبة السكانية في الدول سواء التي تستقبل هؤلاء المهاجرين أو بلدانهم الأصلية، والسمة الرئيسية اليوم البارزة تتلخص في أن الهجرات القسرية تحديدا شكلت أزمة إنسانية صامتة لا بد من البحث عن حلول لها والوقاية من تداعياتها
على نحو ما كما دعت إليه الجمعية العامة، من خلال تنفيذ الميثاق العالمي للهجرة والتنمية وتوصيات بشأن تقديم المساعدة الإنسانية للمهاجرين الذين يواجهون محن على المستوى الإنساني فرديًا وأسريًا خاصة في زيادة أعداد المهاجرين المفقودين، مما يتطلب ايضا حلولًا ملموسة لمنع موت المهاجرين أو فقدانهم، وتعزيز جهود البحث عنهم، وتحديد الهوية، ودعم الأسر المتضررة، وتوفير العدالة والمساءلة والتعويض، وجمع البيانات عن وفيات المهاجرين وحالات الاختفاء، وتبادل بيانات التنبؤ بالهجرة لتحسين المساعدة الإنسانية.
ملفات الهجرات الاختيارية والقسرية على هذا الصعيد تحتوي العديد من المخاطر وأيضًا الفوائد وتتطلب جهودًا خاصة في هذه المرحلة تقوم على المطالبة بالمزيد من المعلومات المتعلقة بحركة اللجوء والهجرة وتحليل البيانات والإحصاءات التي ترصدها وقراءتها ضمن خصوصيات الدول المستضيفة لها والمجتمعات المنتجة على نحو ما للإفراد الراغبين بمغادرة أوطانهم لاسباب مختلفة منها التعليم والبحث عن فرص عمل أو للرغبة في حياة أفضل من بلدانهم .
وتجدر الإشارة إلى اليوم الدولي للمهاجرين لهذا العام لضمان سلامة المهاجرين من خلال مساعدتهم وتحسين فرصهم في الحصول على الرعاية الشاملة الصحية والاجتماعية والأمنية في كل مرحلة من مراحل حياتهم وحتى ضمان عودتهم لأوطانهم.
وبهذه المناسبة يسجل للاردن تميزا ًمن بين دول المنطقة والعالم في إستقباله للمهجرين والباحثين عن الحياة بكل أشكالها وصورها المبنية على الكرامة الإنسانية وحماية الحقوق وضمانها.