في زاوية مظلمة من المنزل، جلس عليان مشوح الجبور يحتضن صورة ابنه الشاب بدر، الذي خطفه الموت فجأة في حادث سير مأساوي. كانت الذكرى ثقيلة على القلب، فالمنزل الذي كان ينبض بالحياة في مثل هذا اليوم، بات صامتًا يلفه الحزن.
اليوم، يصادف عيد ميلاد بدر، الشاب الذي رحل عن الدنيا وهو في زهرة شبابه، تاركًا خلفه فراغًا لا يُملأ وألمًا لا يزول. لم يكن بدر مجرد ابن لعليان؛ كان صديقه الأقرب، رفيقه في الحياة، وروحه الثانية.
كتب عليان كلمات هزت القلوب:
"اليوم عيد ميلادك، كنت سأقول لك كل عام وأنت بخير، لكنني اليوم أقول: كل عام وروحك في نعيم الله. اشتقتُ لك في حديثي، في ضحكاتي، في أوجاعي، وحتى في صمتي. رحلت دون وداع، وتركتني أواجه هذه الحياة وحدي. عيد ميلاد سعيد في الجنة يا أغلى ما فقدت."
في بلدة النقيرة، كان الجميع يعرف بدر بابتسامته التي لم تكن تفارق وجهه، وبأخلاقه التي جعلت الجميع يحبه. كان شابًا طموحًا يحلم بمستقبل مشرق، لكن أحلامه توقفت فجأة على طريق مظلم، حيث قضى في حادث لم يمنحه فرصة للنجاة.
يتذكر عليان آخر لحظات جمعته بابنه قبل رحيله، حين أخبره بدر عن خططه للاحتفال بعيد ميلاده. "كان يريد أن يجمع أصدقاءه وأفراد العائلة، وكان يخطط لكل شيء بعناية. لكنه رحل قبل أن يرى ذلك اليوم"، يقول عليان ودموعه تسبق كلماته.
اليوم، تحولت أعياد الميلاد إلى ذكرى مؤلمة لعائلة الجبور، الذين يجتمعون حول صور بدر وذكرياته، يحاولون أن يجدوا عزاءً في الدعاء له. كتب عليان:
"رحلت عنا يا بدر، لكنك لم ترحل من قلوبنا. نفتقدك في كل لحظة، ونشعر بغيابك أكثر في هذا اليوم. عيد ميلادك لم يعد يوم فرح، بل يوم نجدد فيه حبنا واشتياقنا لك. طابت ذكراك برائحة الجنة ونعيمها."
جلس عليان وحده، يرفع يديه بالدعاء: "اللهم ارحم بدر، واجعل عيد ميلاده الأول في الجنة أجمل مما كان يحلم به. وأسكنه في الفردوس الأعلى، وألهمنا الصبر على فراقه."
رحم الله بدر وأسكنه فسيح جناته، وألهم عائلته القوة لتجاوز ألم الفقد.