شهد مطار مهرآباد الدولي في العاصمة الإيرانية طهران حادثة غير مسبوقة تم توثيقها بمقطع فيديو، حيث أقدمت امرأة إيرانية على الاعتداء على رجل دين، ما أثار موجة من الجدل والتفاعل عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وأظهر الفيديو المرأة وهي تتجه نحو رجل الدين في صالة المطار، وتنزع عمامته عن رأسه بحركة مفاجئة ثم تضعها خلف ظهرها، وذلك وسط دهشة الحاضرين من المسافرين.
لم يتدخل أحد في الحادثة، واكتفى البعض بالمشاهدة وتسجيل الواقعة بهواتفهم.
تفاعل واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي
أثار المقطع المتداول ردود فعل واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث اعتبره البعض تعبيراً عن حالة الغضب الشعبي تجاه الأوضاع في إيران ورمزية اعتراض على النظام الحاكم الذي يتبنى النهج الديني في سياسته.
علق أحد المغردين قائلاً:
ألف عفيه والله بطلة تستحق التقدير! هذه هي بدايات التغيير للشعب الإيراني الحر. يجب أن تعيش إيران بحرية وتخرج من تحت عباءة وعمامة هؤلاء المنافقين الذين يتحكمون بالشعب باسم الدين، ودمروا البلد طيلة هذه السنوات."
فيما قال آخر:
"هؤلاء المعممين الفيروسات دمروا إيران وشبابها واقتصادها. إنهم يسيرون بين الناس كالسرطان في الجسد."
رمزية الحادثة
تأتي هذه الحادثة في وقت تشهد فيه إيران موجة من الاحتجاجات الشعبية ضد النظام القائم، حيث يطالب المواطنون بمزيد من الحريات والإصلاحات الجذرية على كافة المستويات.
ويُنظر إلى هذه التصرفات الفردية على أنها جزء من التعبير الشعبي المتزايد ضد ما يعتبره كثيرون قمعاً واستبداداً.
خلفية سياسية واجتماعية
يُعد خلع العمامة رمزاً للاعتراض على رجال الدين الذين يمثلون القيادة السياسية في إيران. ومنذ اندلاع موجة الاحتجاجات الأخيرة، تكررت مثل هذه الحوادث كرسائل رمزية تعبّر عن رفض المواطنين للسيطرة الدينية على كافة جوانب حياتهم.
رغم الانتقادات اللاذعة التي طالت الحادثة، يرى آخرون أن مثل هذه التصرفات تحمل رسائل قوية تدعو للتغيير، وتُظهر تنامي شعور الغضب لدى الشعب الإيراني تجاه القيادات الدينية والنظام الحاكم.