تشكل التوجيهات الملكية السامية التي أطلقها جلالة الملك عبدالله الثاني خلال زيارته أمس لرئاسة الوزراء و ترؤسه جانباً من جلسة مجلس الوزراء إطاراً محورياً يهدف إلى تحقيق تطلعات المواطنين وتحسين جودة حياتهم، وتحمل هذه التوجيهات في طياتها رسائل عميقة تؤكد أن خدمة المواطن ليست مجرد شعار أو شعارات تطلق هنا وهناك، بل هي واجب والتزام ومسؤولية وطنية تتطلب جهداً حقيقياً وتخطيطاً مدروساً.
جلالة الملك أكد أن واجب كل مسؤول يتمثل في خدمة المواطنين، مشدداً على ضرورة المتابعة الميدانية لتلبية احتياجاتهم، وهذه الرؤية تعكس التزام القيادة بتوجيه العمل الحكومي نحو الأولويات الحقيقية التي تمس حياة الناس بشكل مباشر، فالتركيز على المتابعة الميدانية يمنح المسؤولين فرصة لفهم التحديات اليومية التي يواجهها المواطنون ووضع حلول مناسبة تتسم بالفعالية والاستدامة.
التأكيد على ضرورة وضوح البرنامج التنفيذي للحكومة وخضوعه للتقييم يُظهر إصرار القيادة على تعزيز الشفافية والمساءلة، فالمواطن يحتاج إلى رؤية خطط واضحة للحكومة يرافقها آليات تقييم تتيح له الاطلاع على مدى تحقيق هذه الخطط لأهدافها، وهذا النهج لا يعزز الثقة بين الحكومة والمواطنين فحسب، بل يضمن أيضاً تكامل الجهود نحو تحقيق التنمية المتوازية والمستدامة.
وشدد جلالة الملك على أهمية تكثيف العمل والإنجاز خلال المرحلة المقبلة، بحيث يتمكن المواطنون من لمس أثر الجهود الحكومية، حيث أن هذه التوجيهات تُلزم المسؤولين بترجمة الخطط إلى إنجازات ملموسة في القطاعات الأساسية مثل التعليم، الصحة، النقل، والاقتصاد، فالمواطن بحاجة إلى تحسينات جذرية في الخدمات الأساسية ليشعر بأن الدولة تلبي احتياجاته بفعالية وكفاءة.
تُعد التوجيهات الملكية السامية دعوة واضحة لإعادة صياغة العمل الحكومي بما يركز على خدمة المواطنين وتحقيق طموحاتهم، من خلال التركيز على المسؤولية الميدانية، ووضوح البرامج، وتكثيف الجهود، بما يمكن من تحقيق تغييرات جذرية تساهم في تحقيق مستقبل أكثر إشراقاً واستقراراً.