ما يحدث في فلسطين اليوم ليس مجرد "أخبار تلفزيونية” أو منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، بل هو واقع أليم يعيشه شعب بأكمله. يستيقظ الفلسطينيون كل صباح على أصوات الدبابات والقذائف، يشهدون بأعينهم تدمير منازلهم وأحيائهم، ويواجهون أبشع أشكال القمع والاضطهاد.
الاحتلال والاستيطان: مأساة مستمرة
فلسطين أرض محتلة منذ عقود، وشعبها يعيش تحت حكم عسكري قاس، تقوم سلطات الاحتلال الإسرائيلي ببناء المستوطنات غير الشرعية على الأراضي الفلسطينية، ويتم تهجير العائلات قسرا من منازلها لإفساح المجال للمستوطنين. تخيَّل أن يأتي أحدهم ليأمرك بمغادرة منزلك، الذي نشأت فيه، فقط لأن شخصًا آخر قرر أن يستولي عليه! هذا هو الظلم الذي يعيشه الفلسطينيون يوميًا، حتى أن المدارس والمستشفيات الفلسطينية تُهدَّد بالهدم في أي لحظة.
الحياة تحت الاحتلال: معاناة يومية
لا يقتصر الأمر على مصادرة الأراضي، بل يمتد إلى تفاصيل الحياة اليومية. الفلسطيني الذي يريد الذهاب إلى عمله، أو زيارة أقاربه، أو حتى تلقي العلاج في المستشفى، يواجه عشرات الحواجز العسكرية التي قد تعطل وصوله لساعات أو تمنعه تمامًا. بل هناك من فقدوا حياتهم لأنهم لم يُسمح لهم بالمرور عبر هذه الحواجز في الوقت المناسب.
أما قطاع غزة، فهو أشبه بسجن مفتوح يضم أكثر من 2.3 مليون إنسان يعيشون في ظروف قاسية، تحت حصار خانق يمنع عنهم الكهرباء والمياه الصالحة للشرب والمواد الطبية الأساسية. القصف المستمر يفاقم معاناتهم، في ظل عجز النظام الصحي عن استيعاب أعداد المصابين بسبب نقص الإمكانيات والمعدات الطبية.
التصعيد الأخير: مذبحة بحق المدنيين
شهدت السنوات الأخيرة موجات متكررة من التصعيد الإسرائيلي، خاصة في عامي 2023 و2024، حيث تعرضت غزة والضفة الغربية لعمليات قصف وحشية راح ضحيتها آلاف المدنيين، بينهم أطفال ونساء. امتلأت المستشفيات بالجرحى، بينما تعجز عن تقديم العلاج اللازم بسبب نقص الموارد. المشاهد القادمة من هناك تعكس كارثة إنسانية حقيقية، وسط صمت دولي مخزٍ. أين هي حقوق الإنسان التي يتحدث عنها العالم؟
ازدواجية المعايير والصمت الدولي
رغم فداحة الجرائم التي تُرتكب بحق الفلسطينيين، لا يزال المجتمع الدولي يكتفي بالتنديد وإصدار البيانات، دون اتخاذ أي إجراءات رادعة. الأمم المتحدة تصدر تقارير توثق الانتهاكات، لكنها تظل عاجزة عن فرض عقوبات أو محاسبة الاحتلال بسبب الفيتو الأمريكي الذي يحمي إسرائيل من أي مساءلة دولية.
التضليل الإعلامي وتشويه الحقيقة
تلعب وسائل الإعلام الغربية دورًا كبيرًا في تشويه صورة الفلسطينيين، حيث تسعى إلى تصويرهم على أنهم "إرهابيون”، بينما يتم تبرير جرائم الاحتلال تحت ذرائع واهية. لكن بفضل الصحفيين الفلسطينيين والأصوات الحرة حول العالم، بدأت الحقيقة تتكشف أمام الجميع، وازدادت حملات التضامن والمقاطعة لإسرائيل.