2025-12-05 - الجمعة
فلاهوفيتش يغيب لـ 14 أسبوعاً عن يوفنتوس nayrouz شي يجري محادثات مع ماكرون، داعيا إلى توسيع التعاون في العديد من المجالات nayrouz سعر النحاس يقفز لمستوى قياسي nayrouz الشهيد الجندي أحمد عبد علي العربيات… قصة بطولة سطّرها أبناء السلط دفاعًا عن الوطن nayrouz "إدارة الأزمات" تحذر من مخاطر حالة عدم الاستقرار الجوي nayrouz "النقل البري": إلزام سائقي التطبيقات الذكية بالضمان الاجتماعي قيد الدراسة nayrouz لأكثر من 30 دولة.. ترمب يوسع حظر السفر إلى أمريكا nayrouz صورة نادرة للملك الحسين والمشير الكعابنة يرافقهما الأمير راشد وعدد من الضباط nayrouz المحكمة العليا الأميركية تسمح لولاية تكساس بإجراء انتخابات وفق الدوائر الجديدة nayrouz الصين تستضيف كأس آسيا للشباب تحت 20 عامًا 2027 nayrouz ترامب يعتزم الإعلان عن المرحلة الثانية من "اتفاق غزة" قبل عيد الميلاد nayrouz خمس طرق سريعة لإزالة الضباب عن زجاج السيارة الأمامي... تعرف عليها nayrouz تعرف على السنن المستحبة في يوم الجمعة nayrouz الشرطـة المجتمعيـة تنفذ حملـة توعوية في الباديـة الوسطى nayrouz الخارجية التركية تستدعي السفير الأوكراني والقائم بالأعمال الروسي...تفاصيل nayrouz الذهب يستقر قبل صدور بيانات أميركية مهمة nayrouz إعصار يضرب أقصى شرق روسيا متسببا في هطول ثلوج وأمطار غزيرة وحدوث فيضانات nayrouz ألمانيا تؤكد دعمها لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبية nayrouz واشنطن تخطط لتوسيع حظر السفر ليشمل 30 دولة nayrouz حفل سحب قرعة كأس العالم 2026 اليوم nayrouz
شكر على تعاز nayrouz قبيلة بني صخر عامة والسلمان الخريشا خاصة تشكر المُعزّين بوفاة المرحمة مني علي الرشيد زوجة المرحوم ممدوح خازر سلمان الخريشا ووالدة المحافظ حاكم ممدوح الخريشا nayrouz وفاة الرائد محمد قاسم الحراحشة.. nayrouz وفاة الحاج زهري محمود فلاح الجعافره " ابو صلاح" nayrouz وفاة الرائد محمد قاسم الحراحشة من الخدمات الطيبة nayrouz وفيات الأردن ليوم الخميس 4-12-2025 nayrouz شكرا على تعازي بوفاة المرحوم الحاج عبدالله غوري الغيالين الجبور nayrouz الحاج محمد المرعي العقله بني مصطفى " ابويوسف" في ذمة الله nayrouz وفيات الأردن ليوم الأربعاء 3-12-2025 nayrouz وفاة الحاجه رشيده رجا الغريب زوجة المرحوم علي الحردان nayrouz هيثم الوريكات العدوان يعزّي بوفاة والدة المحافظ حاكم الخريشا nayrouz نيروز الإخبارية تعزّي بوفاة والدة المحافظ حاكم ممدوح الخريشا nayrouz الجبور يعزّي بوفاة والدة الدكتور حاكم الخريشا. nayrouz وفاة الحاجة منى زوجة المرحوم ممدوح خازر السلمان الخريشا nayrouz وفاة الشاب هيثم محمد منصور الزبن " ابو محمد" nayrouz وفيات الأردن اليوم الثلاثاء 2-12-2025 nayrouz وفاة الشابة مثال محمد حفيدة المرحوم الحاج عبد القادر الحوري "ابو هايل" nayrouz رحيل الشيخة هيجر العدوان أم محمد يوجع القلوب nayrouz الحاج سليمان خلف المعايطة في ذمة الله nayrouz والدة النائب حابس سامي الفايز في ذمة الله nayrouz

الخرزة الزرقاء.. من وهم الحماية إلى طمأنينة الروح

{clean_title}
نيروز الإخبارية :
  



بقلم :د.ثروت المعاقبة 

شكّلت الأحجار الكريمة سرًّا من أسرار الطبيعة وسحرًا يأسر القلوب والعقول منذ القدم، فهي ليست مجرد قطع متلألئة للتزين، بل رموز عريقة ارتبطت بالقوة والجمال والروحانية، ورأى فيها القدماء طاقة غامضة قادرة على بثّ الطمأنينة أو جلب الحظ أو حتى شفاء الأمراض أو العكس تماما بالسلبية والحظ السيء، فكانت تُحمل في الجيوب وتُرصّع بها التمائم كأنها مفاتيح خفية لعالم من الأسرار، وبين الياقوت والزمرد والماس والعقيق، تتألق الحكايات التي تحيط بكل حجر، لتجعل من كل قطعةٍ تاريخًا مصغرًا، يجمع بين جاذبية الطبيعة وعمق الموروث الإنساني.

تُعدّ الخرزة الزرقاء واحدة من أبرز الرموز الشعبية التي رافقت النساء في رحلتها الطويلة مع الحياة، إذ ارتبطت عبر الأجيال بمفهوم الحماية من الحسد ودرء الشرور، على الرغم من أنّها مجرد قطعة زجاجية زرقاء بسيطة في الشكل، إلا أنّها تحمل خلفها تاريخًا عميقًا من المعتقدات والعادات التي انتقلت من جيل إلى آخر، لتصبح جزءًا من الموروث الثقافي في المجتمعات العربية والشرقية.

اللون الأزرق لم يكن اختيارًا عبثيًا، فقد اعتقد القدماء أنّه لون الصفاء والسكينة، وأنه يملك طاقة قادرة على امتصاص الشرور وتبديد النوايا السلبية، ولهذا كانت الخرزة تُعلَّق على صدور الأطفال حديثي الولادة، وعلى أبواب البيوت، وحتى في السيارات، كرمز للأمان والطمأنينة من القادم الغامض.

لم تقتصر الخرزة الزرقاء على المعتقد الشعبي فحسب، بل تحوّلت مع مرور الزمن إلى رمزا جماليا وزينة تحمل طابعًا وإرثا تراثيًا، فأصبحت تُستخدم في الحُليّ والأزياء والديكور، ممزوجة بروح الأصالة والعراقة، وهكذا اجتمع فيها البُعد الروحي مع الجانب الجمالي، لتظلّ شاهدة على تفاعل الإنسان مع رموزه وموروثه الثقافي.

العلم الحديث لا يقرّ بفكرة "طرد الحسد" عبر الخرزة الزرقاء، إلا أنّها تظلّ رمزًا غنيًا بالمعاني والدلالات التي تجسّد حاجة الإنسان الفطرية للشعور بالحماية، وتكشف عن عمق الثقافة الشعبية التي تحافظ على هويتها عبر رموز بسيطة لكن مؤثرة ولكن بالجانب الآخر أقر العلم أن هناك طاقة غامضة في الاحجار سواء كانت سلبية أم إيجابية.

الخرزة الزرقاء ليست مجرد تعويذة، بل هي ذاكرة جمعية تروي قصة الإيمان الشعبي بقوى غيبية، وتعبّر عن تمازج العقل البشري بين الخوف والرجاء، بين الرغبة في الحماية والبحث عن الطمأنينة.

لقد رافقت الخرزة الزرقاء قصص الجدات وهمسات الأمهات،  وكثيرًا ما كانت تُزين عقود النساء أو تُربط بخيط أسود في معاصم الأيادي، لتغدو علامة دفء وطمأنينة، تذكّر من يرتديها أن هناك من يحميه ولو برمز بسيط.

إنها ليست مجرد خرزة، بل ذاكرة حيّة تختزل دفء البيوت القديمة، وأحاديث السهرات التي يتداخل فيها الخوف بالرجاء، فالخرزة الزرقاء تُشبه حلقة الوصل بين الماضي والحاضر؛ رمزٌ يربطنا بجذورنا، ويذكّرنا بأن الثقافة ليست دائمًا في الكتب والقصائد، بل أحيانًا في قطعة صغيرة تحملها يد أمّ قلقة أو جدة حكيمة.

واليوم، ورغم الحداثة والتطور، لا تزال الخرزة الزرقاء تعيش بيننا بوجه جديد؛ تزيّن الإكسسوارات، وتُعلّق كقطعة ديكور أنيقة، لكنها في جوهرها ما زالت تحكي القصة ذاتها: قصة الإنسان الذي يبحث عن الأمان في عالم مليء بالمجهول.

الخرزة الزرقاء ليست مجرّد تعويذة من موروث قديم، بل هي أيقونة ثقافية تحمل بين طياتها عبق الماضي وطمأنينة الحاضر، ورمز خالد سيظلّ يروي للأجيال القادمة كيف حمى الإنسان نفسه بالرموز قبل أن يحميها بالعلم.

ورغم كل ما سبق، لا تخلو بعض المعتقدات من رؤية الخرز باعتباره حاملاً لطاقة قد تكون سلبية أحيانًا، فالاستخدام المفرط للخرز أو الاعتماد الكلي عليه قد يولد نوعًا من الوهم والارتباط النفسي الزائد، بحيث يصبح الإنسان أسيرًا لفكرة أن قوته تكمن في قطعة حجر صغيرة لا في ذاته، كما أن بعض الخرزات وفق الموروث الشعبي، قد تحمل معاني الكآبة أو التوتر إذا كانت بألوان داكنة أو إذ ارتبطت بذكريات غير سعيدة، فتستحضر بذلك طاقات سلبية بدلاً من أن تدفعها.

الخرز بكل ألوانه ومعانيه يبقى جزءًا من ثقافتنا الشعبية وتراثنا الرمزي لكن الحقيقة أن مصدر الطاقة الأكبر للإنسان هو إيمانه الداخلي، وقوة تفكيره، وروحه المليئة باليقين والثقة بالله وحده، فالخرزة قد تكون مجرد وسيط يذكّرنا بالطمأنينة، لكن الطاقة الإيجابية الحقيقية تنبع من القلب والعقل معًا والحامي هو الله في نهاية المطاف.