انطلقت رباح الروسان في مسيرتها الإعلامية من بوابة التلفزيون الأردني، حيث برزت كأحد أبرز مذيعات القناة الثانية، مقدمة نشرة أخبار الساعة العاشرة باللغة الإنجليزية "News At Ten”. بصوتها الواثق ووقارها المهني، استطاعت أن تكون وجهًا مألوفًا ومصدر ثقة لدى الجمهور، خاصة في فترة كانت فيها نشرات الأخبار هي النافذة الأساسية لمتابعة الأحداث العالمية والمحلية.
كانت رباح ليست مجرد ناقلة للخبر، بل كانت محللة عميقة أيضاً. فقد نشرت العديد من المقالات والتحليلات السياسية والاقتصادية في الصحف الأردنية، مما منحها حضورًا لافتًا في الوسط الإعلامي والصحفي، وعمّق من تأثيرها في نقل الرأي والرؤية.
لم تقتصر موهبة رباح الروسان على الإعلام فقط، بل امتدت إلى عالم الأعمال والاقتصاد، حيث كانت من المؤسسين لفندق المريديان بلازا في عمّان، وتولت مسؤولية إدارة المبيعات فيه لمدة تزيد عن عشر سنوات. في هذا الدور، أظهرت مهارات عالية في التسويق والإدارة، وساهمت في ترسيخ مكانة الفندق ضمن أبرز الوجهات السياحية في العاصمة.
كما كانت لها إسهامات بارزة في تأسيس بنك ABC والشركة الأردنية للأوراق المالية، ما يعكس عمق فهمها واحترافها في قطاع المال والأعمال. وقد ساهمت هذه الخبرات في تنويع مهاراتها وجعلها شخصية ذات أفق واسع ومتكامل.
على صعيد العمل الإعلامي، شغلت رباح الروسان منصب المستشارة الإعلامية والمتحدثة الرسمية باسم القناة الصناعية الدولية الفضائية، قناة متخصصة في تغطية الأخبار الاقتصادية والصناعية على الصعيدين المحلي والدولي. وقد تطلب هذا الدور معرفة عميقة بالشؤون الاقتصادية والصناعية، ومهارات تواصل عالية.
وقد شغلت رباح الروسان منصب مستشارة إعلامية لوزير الإعلام الأردني آنذاك، الدكتور سمير مطاوع، حيث أسهمت بخبرتها الواسعة في تطوير السياسات الإعلامية وتعزيز التواصل بين الوزارة ووسائل الإعلام المختلفة، كما لعبت دورًا مهمًا في دعم البرامج الإعلامية والمبادرات التي تهدف إلى رفع مستوى الأداء الإعلامي الوطني.
كما كانت مستشارة إعلامية لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون الأردني، حيث قدمت استشاراتها في مجالات تطوير المحتوى الإعلامي، والتدريب الإعلامي، وإدارة الأزمات الإعلامية، إضافة إلى دعم مشاريع التطوير المؤسسي في المؤسسة، مما ساعد على تحسين جودة البرامج والارتقاء بمستوى الأداء.
عرفت رباح الروسان باحترامها الكبير لزملائها في الإعلام وحرصها على تطوير البيئة الإعلامية في الأردن. كانت تتمتع بحس وطني عالٍ وحرص دائم على نقل الحقيقة بدقة ومهنية. كما كانت شخصية متواضعة ومحبوبة، تركت أثراً إيجابياً في نفوس كل من تعامل معها.
فُجعت الساحة الإعلامية الأردنية برحيل رباح الروسان في 22 تشرين الاول 2013 إثر سكتة قلبية مفاجئة أثناء قيادتها لسيارتها في عمّان. جاء هذا الرحيل المبكر ليترك فراغاً كبيراً في الوسط الإعلامي الأردني، لكن إرثها المهني وإنسانيتها تظل حية في ذاكرة من عرفوها وعملوا معها.
تظل رباح الروسان واحدة من الشخصيات الإعلامية التي مثلت نموذجاً للرقي والتميز في العمل الإعلامي، ونجحت في الجمع بين التزامها المهني وتنوع مهاراتها بين الإعلام والأعمال والاستشارات. تجربة تلهم الإعلاميين والمهنيين على حد سواء، وتؤكد أن العمل الجاد والتنوع في الخبرات هما مفتاح النجاح الحقيقي.
ختاماً، يبقى صوت رباح الروسان وأثرها المتميز في الإعلام الأردني شاهداً على مسيرة حافلة بالعطاء، ونموذجاً يحتذى به لكل من يسعى للتألق في مجال الإعلام والمجالات المهنية الأخرى.