الطويل تكتب .. زعيم لا يشبه أحدا، يقود وطنه
بالإيمان والعزيمة
بقلم الكاتبة والتربوية: سميرة توفيق الطويل
حين يتحدث القائد، تصمت القلوب لتصغي، لا
للكلمات فحسب، بل للصدق الذي يتجاوز كل الحروف. هكذا كان جلالة الملك عبدالله الثاني
ابن الحسين، وهو يخاطب الأردنيين من على منبر العرش، بعبارة حملت عمق الإيمان ونبض
القيادة ومسؤولية الأمانة: "نعم، يقلق الملك... لكنه لا يخاف إلا
الله."
في لحظة نادرة من الصدق الإنساني والسياسي،
اختصر جلالته بهذه العبارة مسيرة دولة صلبة وشعب مؤمن بقدرته، وقيادة لا تعرف الانحناء
أمام الصعاب. لم تكن هذه الجملة مجرد تعبير بلاغي أو جملة عابرة في سياق الخطاب، بل
كانت صرخة قلب قائد اختار أن يكون بين شعبه لا فوقهم، يشاركهم الهموم والقلق، ويقودهم
بثقة وإيمان نحو مستقبل أكثر رسوخاً وعدالة.
لقد جسد جلالته في تلك اللحظة صورة الزعيم
الحقيقي الذي يواجه العالم بإيمان ثابت وعقيدة لا تتزعزع، زعيم لا يهاب إلا الله، ولا
يتكئ إلا على شعبه الأردني الأصيل الذي طالما كان درعه وسنده في كل المحن. تلك العلاقة
الفريدة بين الملك وشعبه هي سرّ المنعة الأردنية التي لم تعرف الانكسار يوماً، رغم
ما يحيط بها من تحديات وأزمات.
الملك عبدالله الثاني، وهو يخاطب شعبه، لا
يتحدث من برجٍ عالٍ، بل من قلبٍ يضج بالحب والمسؤولية. اعترافه بـ"القلق"
لم يكن ضعفاً، بل هو أرفع درجات القوة؛ إنه قلق القائد المؤتمن على وطنٍ عزيزٍ يحمل
على كتفيه إرث الهاشميين ووصية الحسين الباني، ويستمد عزيمته من التاريخ الممتد منذ
هاشم الجد وحتى اليوم.
لقد أرسى جلالته نهجاً فريداً في القيادة
يقوم على المصارحة والشفافية، ويجعل من الإيمان بالله والاعتماد على الشعب أساساً راسخاً
لكل قرار وخطوة. قوله "ولا يهاب شيئاً وفي ظهره أردني"، ليس شعاراً، بل عهد
متبادل بين الملك وشعبه، قوامه الولاء والانتماء والتلاحم الأبدي.
ومن الطبيعي أن يتردد صدى هذه العبارة في
كل بيتٍ أردني، وأن تلهب مشاعر الأردنيين من الشمال إلى الجنوب، لأنها خرجت من القلب
فدخلت القلوب. فكل أردني رأى في قوله هذا صوته وألمه وأمله، ورأى في القائد من يجسد
حقيقة الإيمان بأن الله وحده هو الحامي، وأن الوطن الذي يقوده الهاشميون باقٍ ما بقيت
إرادة الأردنيين.
لقد أكد جلالته، كما في كل خطاب، أن القضية
الفلسطينية ستبقى البوصلة الراسخة، وأن الأردن ماضٍ في الدفاع عن القدس والمقدسات بثبات
لا يلين، مستنداً إلى الحق والوصاية الهاشمية المشرفة التي تمثل شرف الأمة وعنوان كرامتها.
أما في ما يتعلق بالعلاقة بين السلطتين التشريعية
والتنفيذية، فقد وضع جلالته المبدأ الأعلى الذي يضمن استقرار الدولة وفاعلية مؤسساتها،
حين أكد أن التناغم والتعاون بين السلطات هو الطريق الأمثل لخدمة الوطن والمواطن، وهو
نهج رسّخ مكانة الأردن كأنموذج في الحكم الرشيد والالتزام الدستوري.
وفي محافظة إربد، كما في كل أرجاء الوطن، يلتف الأردنيون حول قيادتهم الهاشمية بإخلاص واعتزاز، مؤكدين أن كلنا على خطى جلالة الملك عبدالله الثاني، نقتدي بحكمته، ونستلهم من عزيمته، ونفاخر العالم بأننا ننتمي إلى قائد لا يشبه أحداً، زعيمٍ آمن بالله فآمن به شعبه، وقاد وطنه بإيمانٍ وعزيمةٍ نادرة.
كلنا خلف قيادتنا الهاشمية... وكلنا مع جلالة
الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، الزعيم الأول في العالم الذي قاد وطنه بالإيمان لا
بالرهبة، وبالحب لا بالهيبة.