في زحام الأعشاب والنباتات الطبية، يبرز البقدونس كملكٍ متوّج على عرش الصحة، لا لشكله الأخضر فقط، بل لما يحمله من أسرار علاجية مذهلة جعلته دواءً غذائياً متكاملاً، يجمع بين الطعم والفائدة والشفاء.
البقدونس ليس مجرد مكوّن يُزيّن أطباقنا، بل هو مخزن طبيعي للفيتامينات والمعادن. إذ يحتوي على نسب عالية من فيتامين (C) تفوق تلك الموجودة في الليمون، ويُعتبر من أغنى النباتات بفيتامين (K) و(A)، إضافة إلى الحديد والكالسيوم والبوتاسيوم والمغنيسيوم.
ويؤكد خبراء التغذية أن تناول منقوع البقدونس أو إضافته طازجاً إلى الوجبات اليومية يساهم في:
تنقية الكلى والمسالك البولية، إذ يعمل كمدر طبيعي للبول ويُسهم في التخلص من السموم والأملاح المتراكمة في الجسم.
تحسين عملية الهضم ومحاربة الانتفاخات والغازات، لما يحتويه من زيوت طيّارة تنظّف الجهاز الهضمي.
تعزيز مناعة الجسم ومكافحة الالتهابات، بفضل مضادات الأكسدة القوية التي تحارب الجذور الحرة.
تحسين نضارة البشرة وتقوية الشعر، إذ يسهم في تجديد الخلايا وتحفيز إنتاج الكولاجين.
كما يُوصي الأطباء بشرب كوب من منقوع البقدونس الفاتر صباحاً على معدة فارغة لتنشيط الكبد وتحفيز عملية الأيض، الأمر الذي يساعد في خفض الوزن وتنظيف الجسم من الفضلات.
ولأن لكل دواء حدّه، ينصح المختصون بعدم المبالغة في تناوله خصوصاً لدى الحوامل أو مرضى الكلى المزمنة، والاكتفاء بكميات معتدلة ضمن النظام الغذائي اليومي.
في النهاية، يثبت البقدونس أن الشفاء قد يكون في أبسط ما يزرع في حدائقنا، وأن الطبيعة لا تزال المصدر الأجمل لصحة الإنسان وعافيته.