دعني أروي لك قصةَ الماء في جسدك كما يروي الطبيبُ لمريضه، والأبُ لابنه، والصديقُ لصديقه – ببساطةٍ وصدقٍ وعمق.
جسدك ليس إلا أرضاً خصبة، وقلبه نهرٌ لا يجف.
خلق الله الإنسان من ماء، كما قال تعالى:
﴿وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ﴾
في كل خليةٍ من خلاياك، في كل نبضةٍ من قلبك، في كل فكرةٍ في عقلك، هناك قطرةُ ماءٍ تُحرّك الحياة. فالماء ليس مجرد سائلٍ يروي العطش، بل هو الوقود الذي يُبقي الجسد حيًّا والعقل يقظاً والروحَ مطمئنة.
كم يحتاج الإنسان من الماء يومياً؟
العلماء والأطباء يُجمعون على قاعدةٍ عامة تقول:
الإنسان البالغ السليم يحتاج من 2.5 إلى 3.5 لتر من الماء يومياً، أي ما يعادل 8 إلى 12 كوباً.
لكن هذه الكمية تختلف حسب الجنس والعمر والنشاط اليومي:
الرجل البالغ: حوالي 3 لترات (12 كوباً) لتعويض ما يفقده الجسم من سوائل عبر العرق والتنفس والبول.
المرأة البالغة: تحتاج إلى 2.2 – 2.7 لتر يومياً، تبعاً لحجم الجسم ومعدل الحرق.
أما الظروف الخاصة فتتطلّب أكثر:
في الحرّ الشديد أو أثناء الرياضة: أضف نصف لتر إلى لتر إضافي.
في الحمل أو الرضاعة: لا تقلّ عن 3 إلى 4 لترات يومياً.
في المرض أو الحمى: يحتاج الجسم لتعويض السوائل المفقودة بكميات أكبر.
من أين نحصل على الماء؟
70% من الشرب المباشر (الماء النقي أو المعدني).
20% من الطعام مثل الخضروات والفواكه (الخيار، البطيخ، البرتقال).
10% من المشروبات الطبيعية كالعصائر أو الشاي الخفيف.
لكن احذر – المشروبات الغازية والسكرية لا تُغني عن الماء أبداً.
كيف تعرف أنك شربت كفاية؟
جسدك يتحدث، فقط استمع إليه:
لون البول أصفر فاتح؟ رائع.
لونه غامق أو قليل؟ عطشٌ قادم.
صداع، دوخة، تعب؟ ربما جفافٌ خفي.
جلدك ناعم ومرن؟ الماء يعمل فيك كما يجب.
نصيحة من القلب:
في بيوتنا الأردنية، اعتدنا أن نضع إبريق الماء على الطاولة دائمًا.
كلما مررت به، خذ رشفة.
بعد الصلاة، كوب.
قبل النوم، كوب.
اجعل الماء عادةً يوميةً لا واجباً ثقيلاً، فالجسد يزهر كما تزهر الأرض بعد المطر.