بقلم العميد الركن المتقاعد الدكتور عبدالمجيد علي الكفاوين
في ذكرى ميلاد جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال، طيب الله ثراه، نستحضر سيرة قائدٍ استثنائي أحب وطنه وشعبه، وكرّس حياته لبناء دولة راسخة، تؤمن بالإنسان وتنهض بالإرادة. وفي هذه المناسبة، أجدّد قلمي للحديث عن مسيرة الأردن بين عهدين؛ عهد الحسين الباني، وعهد عبدالله الثاني المعزّز، قائد التحديث وحامل راية المستقبل.
عهد الحسين… تأسيس الدولة ورسوخ القيادة
في عهد جلالة الملك الحسين بن طلال، طيّب الله ثراه، تبلورت ملامح الدولة الأردنية الحديثة.
فقد بنا مؤسساتٍ قوية، ورسّخ الوحدة الوطنية، وعزّز هيبة الجيش العربي القوي الأمين.
قاد الأردن وسط تحديات إقليمية عاصفة، ثابتًا لا يتردد، وحافظ على استقلال الوطن وسيادته، وجعل من الاعتدال منهجًا، ومن الإنسانية قيمة، ومن الأردن دولة يُحسب لها حساب في محيط مضطرب.
عهد عبدالله… نهضة تتجدد ومشروع يتقدم
ومع تسلّم جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين أمانة العرش، انطلقت مرحلة جديدة عنوانها التحديث الشامل.
فقد أطلق جلالته مسارات إصلاح سياسية واقتصادية وإدارية، رسّخت دولة القانون، وعزّزت دور الأحزاب، ودفعت الاقتصاد نحو المنافسة، وفتحت آفاقًا واسعة أمام التكنولوجيا والابتكار.
وبفضل مكانته الدولية، أصبح الأردن صوتًا قويًا للخير والاعتدال، ومدافعًا ثابتًا عن القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني.
عهدان… رسالة واحدة
من الحسين الباني إلى عبدالله الثاني المعزّز، تتصل الحكمة بالشرعية، ويتواصل البناء دون انقطاع.
أسّس الحسين دولةً راسخة بثوابتها وقيمها، وجاء عبدالله ليعيد صياغة أدواتها بلغة العصر ومتطلبات المستقبل.
وهكذا يمضي الأردن، وطن الهوية الراسخة والنهج الواضح، بثقة وإصرار نحو غدٍ أكثر قوة واستقرارًا وازدهارًا.