تتصدر تبرعات المليارديرات المشهد العالمي خلال الأشهر الأخيرة بعد سلسلة من الإعلانات الكبرى التي كشفت عن خطط ضخمة لإعادة توزيع ثروات هائلة على مؤسسات خيرية ومبادرات اجتماعية. وتأتي هذه التبرعات في إطار موجة جديدة من العمل الخيري الاستراتيجي، التي أعادت تأكيد الدور المتنامي للأثرياء في دعم قضايا الصحة والتعليم والمساواة حول العالم.
وارن بافيت يتصدر المشهد بأكبر تبرع مالي في التاريخ
أعاد المستثمر الشهير وارن بافيت تسليط الضوء على العمل الخيري بعدما أعلن في نوفمبر 2025 عزمه تسريع انتقال الجزء الأكبر من ثروته، التي تبلغ نحو 149 مليار دولار، لصالح مؤسسات عائلية غير ربحية. ووُصف هذا التحرك بأنه "أكبر تبرع في التاريخ" من حيث الحجم ونطاق الاستفادة. كما سبق أن قدّم في يونيو 2025 تبرعاً إضافياً بقيمة 6 مليارات دولار من أسهم شركته، ليعزز حضوره في سجل أبرز تبرعات المليارديرات في العصر الحديث.
بيل غيتس يلتزم بمنح 99% من ثروته لمؤسسة غيتس
واصل بيل غيتس نهجه في تقديم التبرعات الضخمة، حيث جدّد التزامه بالتنازل عن 99% من ثروته التي تقدر حالياً بحوالي 107 مليارات دولار لصالح مؤسسة غيتس الخيرية. وأعلن أن المؤسسة ستواصل دعم مبادرات الصحة العالمية والتعليم ومكافحة الفقر حتى موعد إغلاقها المخطط له بحلول عام 2045، في خطوة تضعه في صدارة تبرعات المليارديرات الموجهة للتنمية المستدامة.
ماكنزي سكوت تستمر في دعم المساواة عبر مئات المنظمات
من جانبها، واصلت ماكنزي سكوت نهجها المستقل في العمل الخيري، معلنة تقديم تبرعات بلغت 2.15 مليار دولار خلال عام 2023 وحده، وزعت على 360 منظمة تركّز على قضايا العدالة الاقتصادية والعرقية والجنسانية. وتُعتبر سكوت واحدة من أكثر الشخصيات تأثيراً في مشهد تبرعات المليارديرات لما تتسم به تبرعاتها من سرعة ومرونة وتوجيه مباشر لمنظمات المجتمع المدني.
فيل وبيني نايت يدعمان أبحاث السرطان بتبرع تاريخي
وفي سياق متصل، قدّم فيل نايت وزوجته بيني نايت تبرعاً فردياً ضخماً بلغت قيمته ملياري دولار لصالح معهد نايت للسرطان التابع لجامعة ولاية أوريغون للصحة والعلوم. ويهدف هذا التمويل إلى تعزيز الأبحاث الطبية المتقدمة ودعم تطوير تقنيات جديدة لعلاج الأورام، ما يجعل التبرع واحداً من أكبر تبرعات المليارديرات في المجال الطبي خلال السنوات الأخيرة.
موجة العمل الخيري تتصاعد رغم غياب تبرع فردي مفاجئ
على الرغم من عدم وجود إعلان واحد منفصل يفاجئ العالم بتبرع يتجاوز مليار دولار خلال الأيام الأخيرة، فإن المشهد العام يؤكد تصاعد موجة التبرعات الضخمة التي يقودها أثرياء العالم. ويرى محللون أن هذه التحركات تعكس تحوّلاً واضحاً نحو تعزيز المسؤولية المجتمعية، وتوجهاً استراتيجياً لتوجيه الثروات نحو قضايا كبرى تمس ملايين البشر حول العالم. ومع تسارع هذه الموجة، يتوقع أن تشهد الفترة المقبلة المزيد من المبادرات ضمن إطار تبرعات المليارديرات التي أصبحت محوراً لاهتمام اقتصادي وإنساني متزايد.