أطلقت الإدارة الأميركية بقيادة الرئيس دونالد ترامب إجراءات رسمية تهدف إلى تصنيف الإخوان كمنظمات إرهابية في عدد من الدول، بعد توقيع أمر تنفيذي في أواخر نوفمبر 2025 يطالب الأجهزة الحكومية بإعداد ملف قانوني شامل حول فروع بعينها للجماعة. وتأتي هذه الخطوة ضمن سياسة تتبنى التعامل المتدرج مع التنظيم لتجنب أي ثغرات قد تعيق القرار أمام المحاكم الأميركية.
تفاصيل الأمر التنفيذي
تضمّن القرار الرئاسي توجيهاً مباشراً لوزير الخارجية ووزير الخزانة والمؤسسات الاستخباراتية لإعداد تقرير مشترك خلال فترة تتراوح بين 30 و45 يوماً، يحدد الفروع التي يوصى بإدراجها في قائمة الإرهاب. ويركز هذا الإجراء بشكل خاص على الفروع العاملة في مصر والأردن ولبنان، وهي الكيانات التي تقول واشنطن إنها ترتبط بنشاطات أو علاقات مباشرة مع تنظيمات متطرفة مثل حماس.
منهج تصعيد تدريجي
يعتمد البيت الأبيض نهجاً مرحلياً في التحرك نحو تصنيف الإخوان كمنظمات إرهابية، بدلاً من إدراج الجماعة كاملة بشكل شامل، وذلك بسبب التعقيدات القانونية المرتبطة بانتشار التنظيم وتنوع فروعه حول العالم. ويهدف هذا الأسلوب إلى ضمان متانة القرار أمام أي طعون محتملة، خاصة في ظل تباين مواقف الدول التي تربطها علاقات بالجماعة.
تداعيات سياسية وأمنية
في حال اعتماد التصنيف رسمياً، ستملك واشنطن الحق في تجميد الأصول المالية لتلك الفروع، وتعقّب أي تمويلات أو تحويلات مرتبطة بها داخل الولايات المتحدة. كما سيؤدي القرار إلى توسيع دائرة الملاحقات القانونية التي تستهدف المؤسسات أو الأفراد الداعمين لتلك الكيانات، وهو ما قد ينعكس على نشاط الجمعيات والكيانات المدنية المرتبطة ببعض فروع الجماعة.
تفاعلات إقليمية ودولية
أثار القرار الأميركي المحتمل بشأن تصنيف الإخوان كمنظمات إرهابية نقاشاً واسعاً في الشرق الأوسط، خصوصاً في ضوء العلاقات الأميركية المتشابكة مع دول تربطها صلات سياسية أو فكرية بالتنظيم، وعلى رأسها قطر وتركيا. ويرى محللون أن هذه الخطوة قد تتسبب في إعادة صياغة التحالفات الإقليمية، وربما تزيد من التوتر في ملفات حساسة تتداخل فيها المصالح بين واشنطن وعدد من الشركاء.
جدل داخلي وتوقعات المرحلة المقبلة
بينما يؤكد المقربون من إدارة ترامب أن القرار يهدف إلى محاصرة التنظيمات التي يرى البيت الأبيض أنها تزعزع الاستقرار، تتصاعد في المقابل تحذيرات من تأثير هذه الخطوة على علاقات الولايات المتحدة بحلفاء رئيسيين. وتشير التوقعات إلى أن الملف سيشهد خلال الأسابيع القادمة تحركات مكثفة، مع استعداد الخارجية الأميركية لتقديم تقريرها النهائي، الذي سيحدد المسار النهائي لهذه السياسة الجديدة.
تطورات منتظرة
من المتوقع أن تكشف المرحلة المقبلة عن الصورة الكاملة لمدى تقدم واشنطن في مسار تصنيف الإخوان كمنظمات إرهابية، وتأثير ذلك على المشهد السياسي الإقليمي والدولي. كما ينتظر أن تشهد الأيام القادمة نقاشات أوسع داخل الكونغرس، إضافة إلى اتصالات دبلوماسية مع عدة عواصم معنية بالملف.