"فشّة غِل".. برنامج يحرّك المياه الراكدة
ويعيد للإعلام دوره الحقيقي
نيروز –
محمد محسن عبيدات
في زمنٍ تزدحم فيه المنابر الإعلامية وتضيع
فيه الحقيقة بين الضوضاء والمجاملات، يبرز برنامج "فشّة غِل" الذي يقدّمه
الإعلامي بسام السلمان بوصفه مساحة مختلفة، جريئة، ومقلقة للكثير من المتنفّذين. برنامج
لا يهادن، ولا يساوم، ولا يكتفي بعرض المشكلة؛ بل يذهب إلى لبّها، يكشف خفاياها، ويضع
يده مباشرة على مواقع الخلل.
منذ انطلاقه، استطاع البرنامج أن يحجز مكانًا
بارزًا في المشهد الإعلامي المحلي، لخطابه المباشر، وصراحته غير المروّضة، وطريقته
في طرح القضايا كما هي؛ بلا زينة لغوية، وبلا تردد. فـ"فشّة غِل" هو منصة
لصوت المواطن، ونافذة يطل منها الشارع على همومه، وجرس إنذار يدقّ حيث تتراكم الأخطاء
ويُخشى من السكوت عليها.
يقف خلف البرنامج إعلامي وصحفي متمرس وصاحب
حضور لافت الزميل بسام السلمان. شخصية إعلامية جمعت بين الجرأة المهنية والوعي الوطني،
فكانت معادلة تجعل من كل حلقة حدثًا يُتابع، ويُناقش، ويترك أثرًا في الرأي العام.
تميّز السلمان بأسلوبه القريب من الناس؛ يتحدث
لغة الشارع، لكن بوعي الصحفي الملتزم. لا يرفع سقف الخطاب من أجل الإثارة، بل من أجل
الحقيقة. ولأن الحقيقة موجعة أحيانًا، فقد استطاع البرنامج أن "يوجع" بالفعل
كثيرًا من المتنفذين الذين اعتادوا على الصمت أو على إعلام لا يغادر حدود المجاملة.
ما يقدّمه "فشّة غِل" ليس نقدًا
عبثيًا أو مشاحنات مجانية، بل نقد بنّاء يرتكز على معلومات، وشهادات، ووقائع موثقة،
ويهدف إلى الإصلاح قبل الإدانة. هو برنامج يعالج قضايا الناس بعيونهم، ويكسر حالة اللامبالاة
تجاه المشكلات اليومية التي تمس المواطن في كل تفاصيل حياته: البنية التحتية، الخدمات، التجاوزات، الفساد
الإداري، غياب الرقابة… وغيرها من الملفات الساخنة.
ومع كل حلقة، يتأكد أن "فشّة غِل"
ليس مجرد برنامج، بل حالة إعلامية؛ حالة تتحدى الصمت، وتُحرج المقصّر، وتدفع المسؤول
إلى إعادة النظر في موقعه ودوره.
بهذه الروح، يمضي الإعلامي بسام السلمان ببرنامجه
"فشّة غِل" ليظل منبرًا حرًا، وصوتًا صادقًا، ومساحة تكسر الرتابة الإعلامية،
وتُعيد للإعلام دوره في كشف الحقيقة وخدمة المجتمع.