في حضرة الأردن، تصبح اللحظة أكثر من تشجيع، وأكثر من مباراة. هي حالة عشق متجذّرة، تنبض بها القلوب قبل أن تهتف بها الحناجر، وتلمع لها العيون دموعًا من فرحٍ نراه قادمًا، ومن إصرارٍ لا يعرف الانكسار.
نحن في الأردن، لا نحتاج لحدثٍ كبير كي نثبت حبّنا لوطننا؛ فالعشق يجري في العروق، ويتجلّى اليوم في وقفتنا مع منتخب النشامى أينما كنّا: خلف شاشات التلفاز، في المراكز الشبابية، في الساحات والبيوت، وفي قلب المدرجات حيث تهتف القلوب قبل الأصوات.
ورغم غياب ستة لاعبين عن قائمة المباراة، إلا أنّ الأداء ظل مرفوع الرأس، والروح بقيت على العهد: عزيمة، انتماء، ورجولة داخل المستطيل الأخضر. هذا المنتخب لا يعتمد على الأسماء بقدر ما يعتمد على الروح الأردنية التي لا تنطفئ، روح النشامى، التي تُثبت في كل مرة أنّ الأردن أكبر من الظروف، وأقوى من أي نقص.
النشامى… أنتم الفخر الذي نمشي به بين الأمم.
أنتم العز الذي نرفعه رايةً فوق كل سارية.
أنتم الفرحة التي نترقبها ونثق بها.
وبإذن الله… الكأس أردني، والفرح أردني، والمجد أردني، لأن خلف المنتخب شعبًا لا تهدأ دقّات قلوبه إلا على وقع الانتصار.