على امتداد سبعةٍ وثلاثين عامًا، تشكّل مسارٌ مهنيٌّ وطبيٌّ وإنسانيٌّ متشابك، لم يكن نتاج فردٍ وحده، بل ثمرة جهدٍ جماعي آمن بأن المعرفة رسالة، وأن التطوير واجب، وأن الصحة العامة أمانة يتوارثها المخلصون. هذه السيرة ليست استعادة لذكريات، بل توثيق لـ ذاكرة من لا ينسى؛ ذاكرة قطاع بأكمله، وزملاء شاركوا في البناء، ومرضى علّمونا أكثر مما علّمناهم، ووطنٍ كان دائمًا البوصلة.
تأسيس اختصاص المناعة والحساسية وروماتيزم الأطفال وزراعة النخاع للأمراض الوراثية
منذ البدايات، كان الطريق واضحًا: إنشاء اختصاص وطني راسخ في المناعة والحساسية والروماتيزم وزراعة نخاع العظم للأطفال، بما يواكب المراكز العالمية.
ومع مثابرة الزملاء من أطباء وتمريض وصيادلة وفنيين وإداريين، تحوّلت الوحدة إلى ملاذ آمن داخل القطاعين العام والخاص، قادرة على مواجهة الأمراض الوراثية والمناعية الأصعب، ومجهّزة ببروتوكولات حديثة وأدوات تشخيص متقدمة.
ترسيخ الاعتراف بالاختصاصات الفرعية في طب الأطفال
جاء الدور الوطني في تأسيس العمل الجماعي الذي أثمر اعتراف المجلس الطبي الأردني والعربي بالاختصاصات الفرعية في طب الأطفال، وهو إنجاز مؤسسي استمرّت الإدارات المتلاحقة في ترسيخه حتى أصبح جزءًا ثابتًا من منظومة التدريب الطبي في الأردن.
إدخال العلاجات غير التقليدية للأمراض المناعية والرثوية والوراثية
كان إدخال العلاجات البيولوجية، والعلاجات المناعية المتقدمة، والعلاج الخلوي في وقت لم يكن ذلك مألوفًا خطوة جريئة، لكنها كانت ضرورة لإنقاذ مرضى صغار، وفتحت الباب لما أصبح اليوم ممارسة راسخة في الأردن والمنطقة.
تطوير تقييم الأبحاث والامتحانات إلكترونيًا
بالتعاون مع الزملاء من أصحاب الفكر المنفتح، جرى تطوير أدوات تقييم إلكترونية للأبحاث والامتحانات في مديرية التدريب الفني في الخدمات الطبية الملكية، بما يضمن أعلى درجات العدالة والشفافية وجودة التدريب الفني.
وقد أسهم هذا التطوير في تأسيس منظومة تقييم حديثة داخل الخدمات الطبية الملكية، أصبحت لاحقًا نموذجًا وطنيًا يُحتذى في تحديث التعليم الطبي وأساليب الامتحانات والإشراف العلمي في القطاعات الصحية المختلفة.
رئاسة اللجنة العلمية لمؤتمر الخدمات الطبية الملكية
شرف رئاسة اللجنة العلمية لمرتين في أكثر مؤتمر طبي مؤثر في التعليم الطبي المستمر شكّل محطةً مهمة، جمعت الخبراء والباحثين، وأسست لتقليد علمي متين في تبادل الخبرات والابتكار.
لجان العلاجات العليا والغذاء والدواء
كان الانخراط في لجان العلاجات العليا واللجان المتخصصة في المؤسسة العامة للغذاء والدواء فرصة لإدخال علاجات وتقنيات جديدة أسهمت في تطوير خيارات المرضى وتحسين جودة الرعاية، بفضل جهود جماعية من زملاء أكفاء ومخلصين.
قيادة مستشفى الملكة رانيا العبدالله للأطفال
خلال ثلاث سنوات ونيف، جرى تنفيذ رؤية صاحبة الجلالة الملكة رانيا العبدالله في أن يكون المستشفى:
•صديقًا للطفولة وخاليًا من الألم
•توسعة العيادات التخصصية
•إنشاء مدرسة رسمية للأطفال
•سينما ترفيه هادف
•إدخال كواشف الأوردة لتقليل الألم
•تطوير مركز لصعوبات التعلم وذوي الاحتياجات الخاصة
•إنشاء محطة المعرفة بالتعاون مع مؤسسة طلال أبوغزالة وشركة اليمامة
•إدخال أول تجربة للتعليم بالذكاء الصناعي عام 2017
•تجهيز مختبر إلكتروني وقاعة علمية متطورة
•التمهيد لإنشاء أكاديمية الملكة رانيا العبدالله للتطوير المهني المستمر في طب الأطفال؛ الحلم الذي لم يكتمل بعد لكنه أسس لثقافة تعليم طبي مستمر على مستوى متقدم.
إعادة تجهيز قسم غسيل الكلى وإدخال أول جهاز تفتيت حصى للأطفال
تم تطوير القسم بالكامل دون كلفة على الخدمات، وإدخال أول جهاز تفتيت حصى للأطفال، مما خفّض معاناة المرضى وفتح بابًا لخدمة نوعية جديدة في طب الأطفال.
تأسيس شراكة مستدامة مع المجتمع المحلي
جرت مأسسة تعاون حقيقي مع المجتمع المحلي لدعم المشاريع دون كلفة على الخدمات، عبر نموذج يقوم على طرح الأثر وإظهار العائد على الخدمة الطبية، مما خلق ثقافة دعم وتنمية داخل المستشفى.
بدء التعاون الإقليمي والدولي في التعليم والبحث
كان التأسيس للتعاون مع جامعات:
هارفارد – مانشستر – نيوكاسل – سويسرا – السعودية – الكويت – إيطاليا
محورًا استراتيجيًا لتطوير التعليم والإيفاد والبحوث والفحوصات المعقدة. واستمر الزملاء في تطوير هذا التعاون حتى أصبح نمطًا معروفًا ومؤسسيًا في طب الأطفال التخصصي.
تأسيس الجمعيات العلمية
من بينها:
•الجمعية الأردنية للمناعة
•جمعية طب الأطفال
•الجمعية الأردنية لأمراض المفاصل
وهي جمعيات أصبحت اليوم مصدرًا مهمًا للتعليم والتدريب والمؤتمرات، بفضل جهود أجيال من الأطباء.
تأليف خمسة كتب مصغرة للمقيمين
كُتبت لتعزيز استعداد المقيمين لامتحانات المجلس الطبي وتطوير المحتوى العلمي الوطني، مع المشاركة المستمرة في امتحانات وتعليم المجلسين الأردني والعربي.
مديرًا عامًا للخدمات الطبية الملكية ومستشارا طبيا لرئيس الاركان
في واحدة من أصعب المراحل:
•المشاركة في إدارة الأزمة الوطنية الصحية
•تطوير أقسام العناية الحثيثة وإنشاء أخرى جديدة
•إعادة تأهيل أقسام الكلى في المستشفيات الطرفية
•إدخال أجهزة وعلاجات جديدة بدعم الديوان الملكي العامر والقوات المسلحة
•إنشاء المستشفيات الميدانية
•بدء تشغيل مركز الأورام وتزويده بخط إنتاج الخلايا الجذعية والعلاج الإشعاعي ووحدة زراعة النخاع للبالغين
وهي مشاريع واصلت الإدارات المتعاقبة البناء عليها حتى أصبحت ركائز أساسية للخدمات الوطنية.
تأسيس منصة متخصصة في الإدارة الصحية ومكافحة الإشاعة
منصة تُعنى بـ:
•الإدارة الصحية
•الاستثمار
•التدريب
•توثيق إنجازات الأردن عالميًا
•دحض الإشاعات بالمعلومة والإنفوغرافيك والتحليل العلمي
ووصل عدد متابعيها إلى أكثر من 6000 أسبوعيًا، مع نشر دراسات علمية رصينة في صحيفة الدستور والمواقع الإلكترونية، وإطلاق برنامج عملي للتوعية في الأزمات.
العمل الحالي
العمل اليوم في عيادات المناعة والحساسية والمفاصل في مستشفى السعودي، بدعم كريم ومدروس من إدارتها التي وفّرت بيئة مهنية راقية وخدمات متقدمة للمرضى.