تُعدّ البيئة التي نعيش فيها ركيزة أساسية لاستمرار الحياة وجودتها، وهي ليست مجرد مساحة نتحرك داخلها، بل منظومة متكاملة تؤثر في صحتنا وسلوكنا ومستقبل أجيالنا. ومن هذا المنطلق، فإن الحفاظ على البيئة لم يعد خيارًا ثانويًا، بل واجبًا أخلاقيًا ووطنيًا وإنسانيًا، ينطلق من إيماننا العميق بأن الأرض أمانة فلنحافظ عليها.
إذا كنا نطمح إلى مستقبل مشرق وآمن، فعلينا أن نتعاون جميعًا من أجل تنظيف بيئتنا والحفاظ على جمالها واستدامتها. فحماية البيئة لا يجب أن تُختزل في كونها مسؤولية الحكومات أو الجهات الرسمية فقط، بل هي قضية عامة تهم كل فرد في المجتمع، مواطنًا كان أم مقيمًا. فكل تصرف بسيط، مهما بدا محدودًا، يترك أثرًا مباشرًا أو غير مباشر على البيئة من حولنا.
إن الإنسان والبيئة وجهان لعملة واحدة، لا يمكن الفصل بينهما؛ فالبيئة تؤثر في صحة الإنسان وسلوكه، والإنسان بدوره يؤثر في البيئة سلبًا أو إيجابًا. وعليه، فإن حفاظنا على البيئة هو في جوهره حفاظ على أنفسنا، وعلى صحة مجتمعنا، وعلى حق أبنائنا في العيش في محيط نظيف وآمن.
وتُعدّ نظافة البيئة مقياسًا حقيقيًا لرقيّ الأمم وتقدمها، ودليلًا واضحًا على وعي أفرادها وسمو حضارتها. فالحيّ النظيف يعكس قوة الانتماء للوطن، ويجسد احترام الإنسان للمكان الذي يعيش فيه، ويعبّر عن صورة حضارية تليق بالبلد المعطاء.
وفي الختام، تبقى الرسالة الأهم واضحة وصريحة: لا تقتل البيئة كي لا تقتلك. فحمايتنا للبيئة اليوم هي استثمار حقيقي في حياة أفضل غدًا، ومسؤولية مشتركة لا تقبل التهاون أو التأجيل.