تعاونية
شجرة الزيتون تحت الأضواء… لقاء مع رئيسها مفيد النعامنة
نيروز
– محمد محسن عبيدات
في قلب
محافظة إربد، وتحديداً في لواء بني كنانة، تنبض الأرض بأشجار الزيتون التي تشهد كل
موسم على عبقرية المزارعين وجمال الطبيعة الأردنية. في هذا الحوار، نسلط الضوء على
واقع أشجار الزيتون وإنتاجها في اللواء، ونكشف أسرار الإنتاج والجودة التي تجعل من
زيت الزيتون المنتج المحلي رمزاً للهوية الزراعية والاقتصادية للمنطقة.
نيروز: بداية، حدثنا عن رؤية وأهداف تعاونية شجرة الزيتون الزراعية؟
السيد
مفيد نعامنة: رؤيتنا تتمحور حول دعم المزارعين المحليين وتعزيز الإنتاج الزراعي في
لواء بني كنانة. نحن نعمل على تقديم الدعم الفني والتدريب للمزارعين، وتسهيل عمليات
التسويق والبيع، بما يضمن لهم تحقيق عوائد مجزية. كما نسعى لبناء شبكة تعاون قوية بين
الأعضاء لتبادل الخبرات والممارسات الزراعية الجيدة، وتعزيز الإنتاج العضوي والمستدام.
الأهم بالنسبة لنا هو المساهمة في التنمية الاقتصادية المحلية وخلق فرص عمل جديدة،
مع رفع الوعي بأهمية الزراعة المستدامة والحفاظ على البيئة.
نيروز: ما أهمية شجرة الزيتون في لواء بني كنانة من حيث المساحة والإنتاج؟
السيد
مفيد نعامنة: شجرة الزيتون تمثل جزءًا أساسيًا من الهوية الزراعية في لواء بني كنانة.
المساحات المزروعة كبيرة، والإنتاج من الزيت والثمار متنوع ويحقق مردودًا اقتصاديًا
مهمًا للمزارعين. الزيتون ليس مجرد محصول زراعي، بل هو عنصر اقتصادي وثقافي، يربطنا
بتقاليد المنطقة ويعزز من استدامة الزراعة في لوائنا.
نيروز: ما أهمية إيجاد مشاريع مثل مصانع لتعليب الزيت؟
السيد
مفيد نعامنة: إنشاء مصانع للتعليب والتصنيع المحلي لمنتجات الزيتون سيضيف قيمة مضافة
للإنتاج الزراعي. هذه المشاريع تضمن جودة أعلى للمنتج وتفتح فرصًا للتصدير، كما تخلق
فرص عمل جديدة وتدعم الاقتصاد المحلي.
نيروز: وكيف ترون أهمية تسويق منتجات الزيتون داخل وخارج الأردن؟
السيد
مفيد نعامنة: التسويق هو العمود الفقري لأي مشروع زراعي ناجح. نحن نسعى للوصول بالمنتج
الأردني إلى الأسواق المحلية والإقليمية والدولية، بما يعكس جودة الإنتاج الزراعي في
لواء بني كنانة. تصدير المنتجات سيعزز سمعة المنطقة كمنتج متميز، ويسهم في تحقيق عوائد
اقتصادية مستدامة للمزارعين وللتعاونية.
نيروز: ما أهم منتجات الزيتون
التي تركز عليها التعاونية، وما مدى جودة الصناعة، خاصة المخللات التي يتم استخدام
زيت الزيتون فيها؟
السيد
مفيد نعامنة: نحن نركز على إنتاج الزيت عالي الجودة، بالإضافة إلى الزيتون المعلب والمخللات.
المخللات تعتبر جزءًا مهمًا من منتجاتنا، حيث نحرص على استخدام زيت الزيتون النقي والصافي
في صناعتها لضمان طعم ممتاز وجودة عالية. الجودة هي أولويتنا في كل خطوة من الحصاد
وحتى التعبئة والتغليف ، فذلك يعكس التزامنا بتقديم منتجات منافسة على المستوى المحلي
والدولي، ويعزز سمعة الزيت الأردني كمنتج أصيل ومتميز.
نيروز : كيف تساهم اللقاءات
التعريفية والجولات الميدانية التي تقوم بها التعاونية في الترويج لأنشطتها؟
السيد
مفيد نعامنة: اللقاءات التعريفية والجولات الميدانية هي من أهم أدواتنا للتواصل مع
المزارعين وأصحاب المشاريع الزراعية. من خلال هذه الفعاليات، نقدم لهم شرحًا مباشرًا
عن أهداف التعاونية، والخدمات والدعم الفني الذي نوفره، بالإضافة إلى أهمية الانضمام
والمشاركة في مشاريعنا. هذه الجولات تمنح الأعضاء الجدد فرصة لمعاينة التجارب الناجحة
على أرض الواقع، وتساعد على بناء الثقة، وتعزز من نشر الوعي بأهمية العمل التعاوني
لتطوير قطاع الزيتون في لواء بني كنانة ومحافظة إربد بشكل عام.
نيروز : ما الرسالة التي تودون توجيهها للمزارعين في لواء بني كنانة
ومحافظة إربد بشكل عام؟
السيد
مفيد نعامنة: نوجه دعوة حارة لكل المزارعين في لواء بني كنانة وبقية مناطق محافظة إربد
للانضمام إلى تعاونية شجرة الزيتون. مشاركتهم الفاعلة ضرورية لإنجاح مشاريعنا وتطوير
الإنتاج الزراعي المحلي. التعاونية ليست مقتصرة على منطقة معينة، بل تسعى لتشمل كل
المزارعين في المحافظة، لتوحيد الجهود، وتبادل الخبرات، وتحقيق عوائد أفضل للجميع.
معًا يمكننا تعزيز مكانة الزيتون الأردني محليًا ودوليًا، وتأسيس قاعدة قوية للتنمية
الزراعية المستدامة.
س: ما واقع أشجار الزيتون وإنتاجها
في لواء بني كنانة؟
ج: يحتوي
لواء بني كنانة على ما بين 1.2 و1.3 مليون شجرة زيتون، تمتد على نحو 90,000 دونم من
الأراضي الزراعية، وتشكل حوالي ثلث إجمالي أشجار محافظة إربد. ويبلغ حجم الإنتاج السنوي
حوالي 24,000 طن من ثمار الزيتون التي تدخل المعاصر، ليتم الحصول على نحو 5,500 طن
من الزيت المعصور. تختلف هذه الكميات من موسم إلى آخر حسب الظروف المناخية، وحجم الحمل
السنوي للأشجار، ونُظم الري والإدارة الزراعية. ويُعد الزيتون من أهم المحاصيل في اللواء،
حيث يشكل مصدر دخل كبير للمزارعين ويُستخدم في إنتاج الزيت وزيوت المخللات ومنتجات
غذائية أخرى، كما يعزز الاقتصاد المحلي ويحافظ على التراث الزراعي للمنطقة.
نيروز: كلمة أخيرة تودون توجيهها؟
السيد
مفيد نعامنة: نحن في تعاونية شجرة الزيتون نؤمن بأن العمل التعاوني هو الطريق الأمثل
لدعم المزارعين، وتعزيز الإنتاج المحلي، والحفاظ على تراثنا الزراعي. هدفنا دائمًا
أن تكون منتجاتنا نموذجًا للجودة والاستدامة، وأن يساهم كل مزارع في بناء مستقبل أفضل
للزراعة في لواء بني كنانة.
يبقى زيت
الزيتون في لواء بني كنانة أكثر من مجرد محصول زراعي؛ فهو قصة نجاح وتواصل بين الأرض
والإنسان، بين التراث والاقتصاد، وبين الجهد والصبر. ومع كل موسم جديد، تثبت هذه الأشجار
أن المحافظة على الأرض والعمل الجاد قادران على إنتاج ثروة طبيعية تنعكس إيجاباً على
المجتمع المحلي والاقتصاد الوطني، لتبقى أشجار الزيتون رمزاً صامداً للجمال والعطاء
في بني كنانة.