نيروز الإخبارية : نيروز الإخبارية:
بقلم المخرج محمد الجبور.
ظهرت الكونفدرالية صيغة للنظام السياسي أول مرة سنة 1228 ميلادية مع قيام كونفدرالية ليفونيا التي جمعت 5 وحدات سياسية صغيرة في منطقة البلطيق وقامت على أراضٍ واسعة منها ليتوانيا وإستونيا
أظهرت إدارة الرئيس ترامب ضخامة وقوة للصفقة المعدَّة للفلسطينيين والإسرائيليين وانتشرت معها الشائعات والتكهّنات حول مصير الكثير من القضايا الخلافيّة بين الطرفين وما هي الحلول التي ستطرحها الإدارة الأمريكية من خلال صفقتها
وأخيراً ظهرت أولى ملامح صفقة القرن الأمريكية وهي الكونفدرالية بين الضفة الغربية والأردن حيث كشف الرئيس الفلسطيني محمود عباس هذا الطرح الجديد المقدَّم من ترامب وأبدى الأول موافقته على هذا الطرح شرط دخول الإسرائيليين به
الأردن رسمياً أعلن رفضه للفكرة المطروحة من قبل الولايات المتحدة حول إقامة كونفدرالية مع الضفة الغربية مشدّداً على أهمية بناء الدولة الفلسطينية وفق حدود 1967 ومشروع الكونفدرالية بين الضفة الغربية والأردن لم يكن جديداً على الفلسطينيين إذ يُعتبر عباس من أول وأكثر الشخصيات المؤيّدة لهذه الفكرة والذي دائماً كان يطرحها في عدة مناسبات ويُفهم من مصطلح الكونفدرالية بأنها إطار سياسي ومؤسّساتي تندمج فيه عدة دول مدفوعة برغبة في تسيير مشترك لبعض المصالح دون أن تتخلّى أي منها عن أي جزء من سيادتها الوطنية وإنما يقتصر الأمر على تفويض بعض الصلاحيات ومجالات التسيير للإطار الكونفدرالي مثل الاقتصاد والمالية والجمارك
يتميز النظام الكونفدرالي باقتصاره على الإطار المؤسّسي دون ملامسته لتشعّبات الواقع الاجتماعي والسياسي الذي يبقى تسييره من صلاحيات الحكومات الأعضاء
أن مواصلة طرح موضوع الكونفدرالية مع المملكة الأردنية مؤشر خطير لما يدور في فلك السياسة الفلسطينية وبداية حقيقية لفصل الضفة الغربية عن قطاع غزة
وما يُطرح الآن هو ربح صافٍ للاحتلال الإسرائيلي، وتقديم بدائل عن موضوع حل الدولة الفلسطينية وقضيتها العادلة، وقبول الرئيس عباس بالفكرة هو تخلٍّ واضح عن عدالة قضية فلسطين
ويرى أن كل ما يُحاك ضد القضية الفلسطينية هو ضياع لهوية اللاجئ الفلسطيني الذي يتعرَّض لضغوطات من قبل الإدارة الأمريكية المنحازة لصالح "إسرائيل