نيروز الاخبارية :
د احمد عويدي العبادي
أولا: قبيلة الحويطات
قبيلة عربية أردنية عريقة متجذرة في تراب الأردن منذ عشرات الاف السنين كما هم حلفاؤهم قبيلة بني عباد وسائر العشائر الاردنية الأخرى، حيث تباع عظام جدودنا فوسفات وبوتاس من قبل الفاسدين، وكلاهما تملكان ذات التاريخ العريق كما الحال لسائر قبائل الأردن جميعا التي استمرت فوق ارضه الى يومنا هذا، وان كانت تحت مسميات مختلفة وأحيانا متغيرة حسب الحقب والظروف التاريخية المتعاقبة والصراع من اجل البقاء .
الحويطات قبيلة اردنية كريمة تحمل ارثا حضاريا دخل ضمن عجائب الدنيا السبعة وهي البتراء وهم احفاد الانباط الذين كانوا سادة الشرق العربي في حينه بلا منازع على مدى ألف سنة، وقامت دولتهم العربية الأردنية على أنقاض أبناء عمومتهم الأردنيين الأدوميين وجميعهم من ثمود الذين ذكرهم الله سبحانه وتعالى في القران الكريم، والانباط هم الذين طوروا الخط العربي الشمالي المستخدم الان في العالم.
وعندما كانت مملكة الانباط الأردنية اجداد الحويطات في اوجها وازدهارها على مدى أكثر من ألف سنة، كانت قبيلة جذام والتي منها عشائر بني عباد، وكذلك قبائل الأردن مثل قضاعة وبني عاملة وتنوخ وبلقين والبهراء والغساسنة فيما بعد، وسائر قبائل الأردن التاريخية من رعايا الدولة النبطية آنذاك (التفاصيل في كتابناPolitical History of the Jordanian Tribes from 7000 B.C – 2000 A.D.
الحويطات قبيلة الشعلة والانطلاق:
منهم انطلقت الثورة الأردنية ضد الروم والكفر في مطلع العصر الاسلامي، ومن عندهم انطلقت الثورة العباسية ضد الامويين، وعلى ارضهم كان التحكيم الذي انطلق منه الصراع على كرسي الخلافة وبقي الى يومنا هذا.
وفي ارضهم تجمعت الجيوش الإسلامية الأربعة التي أرسلها سيدنا أبو بكر رضي الله عنه، وانطلقت للفتوحات في الشام ومصر، وكانوا الحاضنة الامينة للدعوة العباسية في الحميمة بمنطقة القويرة الحديثة، وهي من ارض الحويطات، وانطلق دعاة الدعوة العباسية من هنا الى العراق، برفقة وحماية العديد من فرسان القبيلتين: الحويطات وعباد وذلك لحماية السفاح والمنصور وال العباس ورسلهم في طريقهم الى العراق حيث قامت دولة بني العباس هناك
أقول: ذهب العباسيون الى العراق بحماية فرسان من رجال الحويطات والعبابيد معا حيث لازال احفادهم في أعرابستان/ وجنوب شرق العراق وغرب إيران الى يومنا هذا تحت مسميات مختلفة منها العبادي. وكانوا نعم الحماة والحلفاء والأمناء والشجعان والوطنيين، حيث لم يعرف الحويطات والعبابيد الغدر والخيانة والخسة في أي مكان او موقع او علاقة مع الاخر عبر التاريخ.
وعندما انتهت دولتهم بالأردن وهي دولة الانباط استمر الحويطات على ارض ابائهم واجدادهم التي صارت ديرتهم، وهي اليوم مقسمة بين الأردن وفلسطين والسعودية وسيناء ومصر، كما حال العبابيد أيضا، واينما وجدت الحويطات في العالم العربي تجد معهم العبابيد تقريبا وبخاصة في مصر وفلسطين وسيناء وجزيرة العرب وخوزستان
، وكلا القبيلتين لازال الكثير منهم لم يغادروا ارضهم وديارهم، ولم يغدروا بأحد، وهم اليوم موجودون ضمن مواطنة هذه الدول ولم تنقطع صلات الحويطات وعلاقاتهم مع بعضهم بعضا رغم تباين الحدود السياسية الطارئة علينا جميعا وتباين المواطنة.
وحول اسم القبيلة، ورغم الروايات العديدة، فان اسم الحويطات جاء بديلا عن اسم الانباط، اذ تغير زمن العباسيين الذين شنوا حروب إبادة على العشائر الاردنية فغيرت عشائرنا اسماءها، ومنهم الحويطات، والكلمة جمع حويطة وهو تصغير تحبب لكلمة حوطة، وهي حوطة النخل. وجئت بالتفاصيل على ذلك في كتابي بالإنجليزية المشار اليه أعلاه.
وديرة الحويطات بالأردن اليوم تساوي 35% من مساحة الأردن، في أكثر الأماكن حساسية من حيث الموقع والمصادر الطبيعية الأساس التي تقوم عليها الدولة بالأردن، كما ان موقع العبابيد على الضفة الشرقية لنهر الأردن وفي عمان الغربية وحول السلط (حزام عمان وحزام البلقاء وقبيلة الحسم)، حيث ان مساكنهم وديرتهم في مواقع حساسة وحاسمة من الناحية السياسية والأمنية والاجتماعية. فضلا عن امتلاكهم قسما واسعا من الغور سلة الأردن الغذائية، ويشاركهم في ملكيته كل من عشائر العدوان والسلطية والمشالخة وعشائر عجلون وعشائر الشمال الأردنية.
وفضلا عن حلفهم مع العبابيد، كان الحويطات وبني صخر حلفاء عبر التاريخ أيضا، وشكلوا النواة الأولى لقوة البادية والجيش الأردني في مطلع القرن العشرين، وكان لكل منهما نظامه القضائي الخاص به والذي جئنا عليه مفصلا في كتابنا بالإنجليزية والمنشور باللغتين العربية والانجليزية،
Bedouin Justice in Jordan (1921 – 1982)
وسيصدر الكتاب بالعربية قريبا عن دار جرير الأردنية للنشر بعون الله، بعنوان
القضاء عند العشائر
ثانيا: قبيلة العبابيد
بني عباد / العبادي/ عباد/ العبابيد، تسمى قبيلة الحسم وأيضا حزام عمان، وأيضا كصامة Qassamat الظهر أي قاصمة الظهر، والمثل العبادي يقول: عباد كصامة (قاصمة) الظهر لن وقفت معك تقصم ظهر عدوك ولن وقفت ضدك تقصم ظهرك)
فالعبابيد من جذام الأردن عبر التاريخ، عرب اقحاح أيضا، وهم من ثمود، وجذام بكل فروعهم من بني صخر وبني حميدة والعجارمة وبني عقبة/ العمرو وغيرهم هم من احفاد المؤمنين الناجين من قوم صالح عليه السلام واحفاد المؤمنين من قوم شعيب عليه السلام في مدين والايكة الاردنيتين المذكورتين في القران الكريم، وظهرت لهم ممالك في القديم وزمن الإسلام، وجئنا على ذلك في مواقع أخرى.
وان اول إشارة الى العبابيد متوفرة لدينا تعود الى حوالي ثلاثة الاف سنة، الى عام 722 ق. م زمن الملك الاشوري سرجون الثاني حيث كانت قبائل العبابيد (عبابيدي) ومعها قبائل اردنية ثمودية عربية: مرسيمانو وخيافة يقطنون البادية في شمال جزيرة العرب / جنوب الأردن ولم يعرفوا حاكما (أي لم يعترفوا بحاكم) ولم يدفعوا الجزية (الخاوة) لأي ملك من قبل.
ثم انتشروا / أي العبابيد في بلاد الأردن حتى هضبة الجولان قبل ميلاد السيد المسيح عليه السلام، وكانوا من أكثر قبائل الأردن عددا وعدة وشراسة وشجاعة وشوكة وهيبة ومساحة انتشار من العلا جنوبا الى الجوف شرقا الى الجولان شمالا الى بيسان وطبريا وغور الأردن ونهره غربا الى البلقاء والكرك والطفيلة – كان هذا حالهم زمن الوثنية.
وظهر اسم العبابيد عام 103 ق. م عندما استطاع ملوك بني إسرائيل من هزيمة تحالف ملوك الأردن: عمون ومؤاب وجلعاد ومديان وباشان في موقع هير موكس / اليرموك، الا ان قبيلة العبابيد الذين كان يقودهم شيخ البدو المدعو عباد استطاع ان يكمن لجيش الإسرائيليين في الجبال الوعرة والغابات في شمال الأردن الحالي، اثناء عودة الجيش الإسرائيلي منتصرا وانقض العبابيد عليه، وهزموه شر هزيمة ونكلوا به ايما تنكيل.
كما أوقع العبابيد الهزيمة بالقائد الروماني إسكندر جانوس الذي هزم ملوك الأردن أيضا ولقي الهزيمة امام قوات شيخ البدو الذي كان يسمى عباد أيضا وهو الاسم/ اللقب الذي كان يطلق على شيوخ قبيلة بني عباد بغض النظر عن الاسم الشخصي الذي كان يحمله الشيخ عبر تعاقب السنين.وفي الحرب مع جانوس المشار اليه ظهر التحالف العبادي الحويطي / الانباط في سنة "90 قبل الميلاد" عندما بنى اسكندر جانوس المكابي على قمة جبل مكاور قلعة حصينة ليقف في وجه الانباط الذين كانوا يسيطرون على الطريق السلطاني وعلى مدينة مادبا. الا ان العبابيد هزموه شر هزيمة متحالفين مع الانباط اجداد الحويطات.
وفي معركة طبقة فحل (13 هجرية الموافق سنة 635 ميلادية. تسمى في المراجع الغربية واليونانية باسم معركة بيلّا.) بين المسلمين والروم كان الجزء من العبابيد في تلك المدينة يدينون بالنصرانية ثم أسلموا بعدها حيث أقنعهم بالإسلام الجناح المسلم من قبيلة عباد / جذام، وكانوا من ضمن مكونات وسكان مدينة طبقة فحل / بيلا، وشاركوا الى جانب القوات الإسلامية في معركتي طبقة فحل واليرموك ثم في الفتوحات الإسلامية حتى استقر المجاهدون منهم في الاندلسفي زمن الحروب الصليبية كان العبابيد من عشائر الكرك (كانوا كركية) واقاموا هدنة مع الصليبيين بحيث لا يعتدي أي طرف منهم على الاخر (ما يعشي ولا يمشي not to feed enemies then guide them against the other party
فازدهرت بذلك قرى العبابيد بالكرك ونمت ثروتهم بشكل ملفت وكان اخر شيوخهم الشيخ سليمان العبادي شيخ مشايخ العبابيد زمن صلاح الدين. وكان لهم امارة بالجنوب تسمى الامارة الجرمية (الجروم) قضى عليها وانهاها صلاح الدين، ولا زال في العبابيد بطن يسمى الجروم الى يومنا هذا وهم من عبابيد العارضة في محافظة البلقاء الأردنية.
، ولا زال العبابيد يقولون: عباد من السيل الى السيل،
وأيضا يقولون: عباد يا طول البلاد وعرضها = بلاد بلا عباد ضاعت حقوقها،
وأيضا: عباد كرسي البلاد،
عباد لها اخر النهار ما لها أوله
ولا مجال لشرح هذه الامثال هنا، ورغم قدمها في عمق تاريخهم منذ زمن الوثنية، لكنها برزت في مواقعهم الجديدة في البلقاء منذ زمن صلاح الدين الايوبي ولا زالوا يتداولونها جيلا بعد جيل الى الان.
وعندما جاء الظاهر بيبرس المملوكي (ولد بيبرس نحو عام 620 هـ / 1223م، وتوفي يوم الخميس 27 محرم 676 هـ / 2 مايو 1277 م (عمر 54 سنة) بعد رجوعه من معركة الأبلستين ضد خانات المغول سنة 1277)
أقول الظاهر بيبرس اتهم العبابيد انهم حلفاء لصلاح الدين والايوبيين وكان بيبرس حاقدا على الايوبيين، فنزع عن العبابيد امارتهم في البلقاء، وارضهم من سيل ماعين وجعلها من سيل الزرقاء الى سيل ناعور، وبقيت مقولة: عباد من السيل الى السيل.
وشاركوا جميعا أيضا في معركة عين جالوت التي وقعت (25 رمضان 658 هـ / 3 سبتمبر 1260) بقيادة السلطان المملوكي: سيف الدين قطز حيث تمت هزيمة التتار.
كما شاركت هذه العشائر الأردنية جميعا في الهجمات الليلية (حرب عصابات بدوية على الطريقة الأردنية)، على قوات التتار التي كانت مخيمة على بركة زيزياء جنوب عمان وذلك في ربيع عام 1260 قبيل وقوع معركة عين جالوت في نهاية الصيف، أي بعد احتلال التتار لدمشق ووصول طلائعهم الى بر الشام أي الى الأردن. وانسحب المغول الى دمشق.وكانت هزيمة التتار على بركة زيزياء على ايدي العشائر الأردنية اول هزيمة يتلقونها في العالم العربي وفي بلاد الشام، وانسحب الأردنيون الى الصحراء بعد هجماتهم الليلية المتكررة / حرب عصابات على الطريقة البدوية الأردنية، بينما انسحب التتار الى دمشق، وكانت هجمات الأردنيين وانتصاراتهم مهمة في كسر معنويات وشوكة التتار قبيل وقوع عين جالوت التي شاركت فيها سائر العشائر الأردنية الى جانب الجيش العربي الإسلامي بقيادة السلطان المملوكي قطز
والتقى العبابيد والحويطات وعشائر الصخور والعجارمة والعدوان وبني حميدة وبني يونس وبني حسن وقبائل الأردن الأخرى وهجموا على قوات نابليون في مرج بني عامر في فلسطين عام 1779 م وهزموه ثم انسحبوا الى شرق الأردن، الامر الذي اضطر معه نابليون الا يخاطر في التجاوز الى بقية فلسطين والى شرق الأردن، وانكفأ الى الساحل والبحر.
وقد جاءت مباغتة العشائر الاردنية لقوات نابليون بعد ان فرت امامه قوات الاتراك يوم 16 / 4 / 1799م، فوجدت العشائر الاردنية نفسها امام مصيرها ومجابهة الحقيقة المرة، وعليها ان تلتقط شوكها بأيديها، خشية ان تكون حملة نابليون مقدمة لحملات صليبية جديدة.
فما كان من العشائر الا وتنادت ونسيت صراعاتها الداخلية وباغتت قوات الجنرال كليبر (أحد قادة حملة نابليون) الفرنسي والحقت به هزيمة منكرة وشتاتا، ثم توارت هذه القبائل شرقا تحت جنح الليل، فحسب نابليون ان هذه خطة كر وفر للإيقاع به فتوقف عن الزحف الى الشرق والى بقية فلسطين وانسحب من عكا، التي كانت محاصرة بحريا من الاسطول البريطاني
ثالثا: الحلف الحويطي الصخري
لا بد من القول هنا ان بني صخر والحويطات كانوا حلفاء وأبناء عم (بنعمة) عبر التاريخ، والذي هو امتداد لحلف جذام والانباط، وكان الشيخ الفارس عودة أبو تايه وابن عمه الشيخ الفارس دحيلان أبو تايه رحمهما الله يغزوان معا تحت قيادة الفارس الشيخ طراد بن زبن (الصخري)،
وكانت الاخوة بين الفارسين وبين القبيلتين مضربا للأمثال، وكان الصخور والحويطات معا القوة الضاربة في الأردن حتى نهاية الستينات من القرن العشرين.
ولم أجد في كتب الرحالة المسلمين عبر القرون من قبل ولا الرحالة الأجانب من بعد الذين زاروا الحويطات والصخور ومناطقهما في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر وما قبلهما اية إشارة الى أي صراع او عداوات او غزوات بين قبيلتي بني صخر والحويطات.
الا ان حادثا طارئا وقع بينهما في مطلع القرن العشرين او حوله، لم يعالج بحكمة في حينه وبسبب غياب كبار القبيلتين، أدى الى ولادة الشر والى اندلاع صراعات ولا أقول عداوات، انتهت في اعلان الصلح العام / (الحفار والدفان على ما غبا وبان)، عام 1924 بالكرك بزعامة كل من الشيخ مثقال الفايز شيخ مشايخ بني صخر، والشيخ حمد بن جازي شيخ مشايخ الحويطات في حينه بحضور شيوخ القبيلتين وسائر شيوخ الأردن ومنهم شيوخ العبابيد.
ومن ثم تم تتويج هذا الصلح العام والعفو العام بين القبيلتين الأقوى في حينه، بتسوية نهائية عام 1964، واما انا فقد دونت هذه الأشياء بالوثائق في كتابي الذي صدر توا:
(جرائم الجنايات وادلتها القضائية عند العشائر) ,2017 الصادر عن دار جرير للنشر في عمان الأردن
رابعا: عودة الحلف العبادي الحويطي
نعود الى عام 1924 عندما قامت الإدارة في شرق الأردن في حينه وبدعم انجليزي بسجن الشيخ عودة أبو تايه في سجن السلط، حيث كان زعماء الحركة الوطنية الأردنية من شيوخ العبابيد ومن شيوخ السلطية في حينه يقومون معا بواجب الضيافة اليومي للشيخ عودة أبو تايه الرجل الذي حرر الأردن (ومعه الشيخ دحيلان أبو تايه) في الحرب العالمية الأولى، ولكن نسب (بضم النون) التحرير الى غيره للأسف.
ثم دبر العبابيد / حلفاء الحويطات التاريخيين تهريب الشيخ عودة أبو تايه (توفي عام 1927(أخو عليا) من سجن السلط واعطوه فرسا وسلاحا وزوادة وعتادا وأدلاء رافقوه شرقا الى مأمنه، حيث ذهب الى الملك فيصل الأول بالعراق الذي عرض عليه الإقامة هناك معززا مكرما، فرفض الشيخ عودة ذلكوقال كلمته المشهورة: (لقد حررنا بلادنا الأردن لنعيش فيها اسيادا وسادة وكراما وقادة وليس لتكون مرتعا للغرباء والمرتزقة والسفهاء) وهي كلمات تسجل بماء الذهب للأجيال.
واتصل الملك فيصل بأخيه في شرق الأردن وعاد الشيخ عودة رحمه الله الى عمان امنا بوجه الملك فيصل، ثم أجريت للشيخ عودة عملية الزائدة في عام 1927 في المستشفى الوحيد في عمان آنذاك، ولكن الانجليز والعملاء دسوا له السم بالعملية الجراحية ؟؟؟؟؟؟ فانتقل رحمه الله الى الرفيق الأعلى وتم دفنه في جبل الجوفة بعمان، وقد جئت بالتفصيل عن حياة الشيخ عودة في بحث مطول تم نشره من قبل.وقد روى لي حادثة السم وتفاصيل أخرى حول المؤامرة على حياة الشيخ عودة أبو تايه رحمه الله، أقول رواها لي البرفسور Evans عام 1981 اثناء تحضيري للدكتوراه في جامعة كامبريدج البريطانية، وكان أحد المشرفين على رسالتي تلك. ولا مجال للحديث عن تفاصيل المؤامرة هنا.
وفي 21/7/2017 عاد التحالف العبادي الحويطي الحديث بقوة وطنية وعشائرية الى الواجهة والاضواء مرة أخرى بعد طول تعتيم، عندما لبى د احمد عويدي العبادي دعوة ال أبو تايه لحضور المؤتمر الوطني الذي عقد في الجفر والقى خطابه الموجود على اليو تيوب، بعد صدور الحكم على الجندي معارك أبو تايه الحويطات حيث حضر المؤتمر أكثر من 40 ألف شخص في ظاهرة غير مسبوقة بالأردن من قبل.وحيث تم تتويج هذه العودة بالعناق الاخوي الحار بين الباشا صايل أبو تايه الحويطات والدكتور احمد عويدي العبادي وسط التصفيق الحار من الحضور، والذي يعني مباركة عودة التحالف التاريخي بين القبيلتين.
وددت هنا أعلاه تبيان القصة التاريخية باختصار، وان العبابيد والحويطات حلفاء وأبناء عم منذ أقدم العصور زمن الوثنية والعصور الإسلامية والعصر الحديث، وان الجيل الجديد في القبيلتين قرر العودة الى ذلك التحالف لأنه يقوي من لحمتنا الأردنية، ويعزز من مكانة القبيلتين، ويعيد التحالف بين قبيلة الانطلاق -وهم الحويطات، وقبيلة الحسم /سياج عمان وسياج البلقاء / قاصمة الظهر -وهم العبابيد
وبموجب إعادة التحالف فان ما يجري على أي منهم او ضده انما يعتبر ضد الطرف الثاني من قطبي التحالف، فهم في العرف العشائري أبناء عم -أي بنعمة .