نيروز الاخبارية
بقلم حسن جوهر الخريشا .
كان الشتاء باردا والقرية لم يصلها الكهرباء بعد ..ليل مظلم ورائحة الدخان الخارج من صوبات الحطب منتشرا في اجواء القرية صمت يعم فلا تسمع الا صوت بعض مولدات الكهرباء ( المواتير ) ونباح الكلاب ..لم تكن السيارات منتشرة كما هي الان بل انها لا تتجاوز عدد اصابع اليد .. الاضواء خافته وبعض البيوت قد تضنها مهجورة لوجود قطع الخيش التي توضع على النوافذ كي لا يتسرب الهواء البارد او الامطار من خلالها .. احيانا تسمع صوت مياه الامطار التي تتجمع على الاسطح وتخرج من خلال المزاريب لتصب في براميل وضعت لجمع المياه ..اجواء الشتاء في القرية رائعة ببساطتها رغم البرد والظلام الدامس والافكار التخيلية التي تأتيك وانت تسير بها ليلا ما بين رواية ام دروبي والعنز الضاحكة وابو رجل مسلوخة .. في بعض البيوت توفرت تلفزيونات اسود وابيض تعمل على بطارية سيارة والقليل منها على ماتور الكاز ..وبعض الاسر التي لا تملك تلفزيون تقضي سهرتها عند الاقارب اللذين يملكونه .. صراع بين الاشقاء والاباء على مشاهدة مسلسل او برنامج ما ورغم انه لا يوجد الا محطة اردنية واحدة باللغة العربية وهي قنال 3 والمحطة الاجنبية قناة6 ..الا ان الصراع على توفير طاقة البطارية .. مسلسل البيت الصغير والذي كان يبث في اواخر السبعينات له مشاهديه لسلاسة الاحداث وبعدها عن التصنع ..كان يأتي قبل نشرة الاخبار تليه برنامج الحاج مازن ومن ثم النشرة الاخبارية وبعدها المسلسل العربي ومن ثم احد البرامج الترفيهية اما جرب حظك او ما يطلبه المشاهدون او المصارعة او اثنين على الهوى ..كان الزمان وكان