نيروز الإخبارية : نيروز الاخبارية
بقلم العميد الركن المتقاعد اسماعيل عايد الحباشنه
نتفق جميعا ان الوطن والمواطن بينهما علاقة أبدية لا تنتهى ولا تتبدل، فالأول يرعى ويعطى ويربى ويمنح بلا عطاء والثانى يُحب ويعشق ويحمى ويدافع بلا مقابل، وقديما قالوا وطن لا نحميه .. لا نستحق العيش فيه .
العلاقة إذن روحانية وروحية، فالوطن الذى ولدنا على أرضه وحبينا ودرجنا فى شوارعه وتعلمنا فى مدارسه، وعلقت فى ذاكرتنا أيام طفوله جميلة عشناها قبل أن نتحمل المسئولية، له الحق فى أن ندافع عنه بكل ما نستطيع، وهذا هو مربط الفرس، فلا أحد يستطيع أن يتخلى عن مسؤوليته، مهما كان موقع الواحد منا، فهو مهم وهام ومفيد.
تشير كلمة المستقبل إلى الخوف والقلق والتساؤل وذلك لان الإنسان لا يعرف الغيب، فالمستقبل يثير التساؤل عن شئ غير معروف أي العمل من اجل الزمن القادم لذلك تتداخل في دراسته حركة التاريخ والمجتمع وتتشابك في إطارها معادلات الماضي والحاضر والمستقبل، على أساس إن البدايات تلد النهايات، والنهايات تؤشر البدايات، وما بين البدايات والنهايات وجود متحرك قيمته بتكوناته وإبداعاته، وبذلك فان الماضي يشير إلى الزمن الذي انقضى فلم يعد له وجود أما الحاضر زمن يتحقق وهو في طريقه إلى الانتهاء والانقضاء، بينما المستقبل زمن لم يتحقق بعد وما زال يفتقر إلى الوجود.
تعمد الأمم والدول الناهضة والمتأهبة للتقدم والحضارة وبناء موقع تحت الشمس إلى التفكير في المستقبل من خلال بناء تصورات وسيناريوهات ووضع احتمالات وصياغة استشرافات ورؤى استراتيجية دورية لما يمكن أن يتغير أو يتحول محلياً واقليمياً ودولياً في قابل الأيام باعتبار ذلك من المقومات والأسس الرئيسة في بناء وتعزيز حاضرها وفتح الآفاق والرؤية البعيدة أمامها لضبط مسارات التطور والتقدم واتجاهاته تحوطاً من بروز أوضاع استثنائية ” لامفكر بها” مسبقاً قد تعرقل وتحبط وتدمر ما انبنى خلال فترات زمنية ماضية.
وعلينا أن نظل أقوى وأقوى وأكثر وعياً وإدراكاً لما جادت به الأيام وتحدثت عنه المواقف وأفصحت به اللحظات، مستقبلنا هو ما يعنينا، ونحن شركاء أساسيون في صناعته ونجاحه وتوهجه وعبور الأفكار والطموحات ومشاريع الأمل والعمل إلى المكان الذي لا يليق بها أن تعبر سوى إليه، وإن ثقتنا بقيادتنا الهاشميه في الإنجاز والنظرة الذكية للحاضر واستشراف المستقبل بعمق واتزان وهدوء، فذاك كافٍ لأن تكون أرواحنا متطلعة لكل بهجة، وأن تظل عقولنا متأهبة لمن يحاول «دس السم في الدسم »، وأن نعرف من قبل ومن بعد وبشكل صريح من هم الأصدقاء الحقيقيون وما هو جدول ترتيبهم بعد جملة الأحداث المتلاحقة والمتراكمة.
تمثل القيادة الواعية والحكيمة مفتاح تقدم الأمم ومحرك نموها. ولطالما قدم لنا التاريخ أمثلة على دول نهضت بأقل المقومات وأقسى الظروف بفضل قيادتها الملهمة وعزيمة شعبها.. وفي المقابل تعثرت بلدان كانت تمتلك الكثير من عوامل التقدم والنجاح نتيجة غياب عنصر القيادة القادرة على توظيف تلك العوامل في سبيل ازدهارها ونهضة شعوبها.
اعتقد جازما أنه علينا اعادة النظر بالكثير من الأمور، فعلينا العمل جميعاً كأردنيين وحُماة للوطن، على تمتين ورص الصفوف وتقوية الجبهة الداخلية، وألا نسمح لدعاة الفتن والظلال أن يخترقوا وحدتنا الوطنية التي نتميز بها في هذا الوطن عن غيرنا، وان على الجميع المضي قدما وراء القيادة الهاشمية التي تستشرف مستقبل هذا الوطن وأبنائه بكل ثقة واقتدار، وعلينا أن نحمد الله ليل نهار على تجنيب بلدنا الحبيب ويلات الفتن والحروب التي عصفت بالكثير من الدول من حولنا، لذا يجب علينا العمل على محاربة مروجي الطائفية والمذهبية، وقبول الرأي والرأي الآخر، ومحاربة الفاسدين والمفسدين بشتى المواقع، وكذلك العمل على كف الظلم عن الناس، وتطبيق العدالة، ومحاربة الفكر التكفيري، والعمل على مساعدة الأجهزة الأمنية في القيام بمهامها ومسؤولياتها.
و لنا أن نفخر بقيادتنا الهاشمية التي استثمرت الربيع العربي على نحو من الاصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي أصبحت مثالاً يحتذى بين دول المنطقة والعالم، وكل عام والوطن وقائد الوطن بالف خير .