نيروز الإخبارية : نيروز الاخبارية :
بقلم الدكتور علي مدالله الطراونة .
تتسابق الانفس بحسنها وسوئها ، بطهرها وفجورها ، تتصارع على الوجاهات والزعامات ، تتصارع على وصف لطالما اخذ مساحة واسعة في مهاترات اعلامية وعبر جميع وسائل التواصل الاجتماعي ، دون محاولة الوصول الى تعريف جامع ومانع لهذه العبارة يتم الاجماع عليه من قبل الجميع.
كبار البلد مفهوم لطالما تردد وتردد ولكن دون رادع اخلاقي او ادبي او علمي على الاقل اذ تهافت للحصول على هذه الدرجة من كل حدب وصوب دون ادنى رادع ، ليس بالاعتماد على أي اساس خلقي وادبي او علمي ، وهنا اسمحوا لي ان اضع بين ايديكم تحليلي لدلالات هذا المفهوم وعبر التاريخ لعلي في اجتهادي هذا اخطئ او اصيب راجيا من الله العلي القدير ان يلهمني الصواب والفلاح في ذلك .
بالعودة الى التاريخ العربي الاسلامي نجد ان من كبار قريش ابو طالب وعتبة وابو سفيان وحرب بن امية وامية بن خلف وغيرهم الكثيرين الذين لم يتمكنوا من ان يرتقوا الى مستوى شراك نعلهم قبل الاسلام ، بالمقابل كان بلال الحبشي وسلمان الفارسي واسامة وابو ذر وعمار بن ياسر رضوان الله عليهم كانوا قد ارتقوا منازل لطالما تمنوها من اطلقوا على انفسهم كبار البلد ، وحث الامة على انزال الناس منازلها ايضا ، اذ انزل الدين الاسلامي الحنيف الناس منازلهم المبني على قواعد متينة واسس محددة منها انهم من السابقين السابقين ، وانهم من المجاهدين ، وانهم لم يتخلفوا عن سرية خرجت في سبيل الله والعرض والشرف ، وانهم بذلوا ارواحهم رخيصة في سبيل الله والوطن ، وانهم ظاهرين على الحق لا تأخذهم به لومة لائم ، كبار البلد من يعيش يومه على الكفاف وينام ليله وفكيه لا تكف عن صرصكة اسنانه من البرد , وجيوبه لا تحمل نقدا بل فواتير وسندات استدانها لمسكن او زواج او عجز مالي اصابه ، كبار البلد هم الذين نخر البرد اجسادهم وارتجفت اصابعهم واحمرت اذانهم وهم يحملون السلاح ليدافعوا عن البلد من شر محتمل قادم – اصابعهم على زناد سلاحهم وعيونهم التي امتلأت من غبار الصحراء تراقب حدود هذا الوطن من لئيم او ماكر او طامع, لا ينامون من الليل الا القليل لا يغفل ولا يسهى أحدهم عن وظيفته لحظة – فهمّ الوطن كله وهم احدى العينين التي لا تمسهما النار يوم القيامة كبار البلد هم من تركوا نسائهم وابنائهم واهاليهم وقطعوا المسافات ليقفوا على ثغرة من ثغور هذا الوطن.
نعم هؤلاء هم من صنفم الاسلام الحنيف بكبار البلد وحق لهم ذلك ، لاخلاقهم ومبدائهم وتضحياتهم وتاريخهم و مواقفهم وهنا ليسمح لي الاخوة الكرام ان اترجم تلك المعطيات على الواقع من خلال القواعد السابقة لنحدد من هم يحق لهم ان يتصفوا بهذه الصفة الا وهي كبار البلد من خلال الاجابة على جملة من التساؤلات اهمها ما يلي :
-. من هم السابقون السابقون في وقتنا الحالي؟
-. من هم الذين نذروا انفسهم رخيصة في سبيل الله في وقتنا الحالي ؟
-. من هم الظاهرون على الحق ولا تاخذهم فيه لومة لائم؟
-. من الذين رووا بدمائهم تراب هذا الوطن شبر بشبر ؟
نعم كبار البلد هم من يتصفون بتلك الصفات التي ذكرت وهم ابناء ابا الحسين الذي ادخل البهجة والسرور بالأمس على خالد الشوملي بالجلوس معه لساعتين من وقته الثمين لمشاهدة مباراة كرة قدم في حين ان ما دونه لم يسمحوا له بالدخول من بوابة صالة العرض ، كبار البلد من يسير من الشعب الاردني على النهج الملكي الكريم و يتخذ منه قدوة له في الانتماء والولاء للوطن والامة ، كبار البلد ليس هم من اصحاب القاب الدولة والمعالي والسعادة والعطوفة، ولا من يتكلم اولا ، ولا من يبدأ الحديث ، ولا من يعطي العروس ومن يطلبها ، ولا من يتلذذون أمام مدافئهم ، ولا من يأكلون ما لذ وطاب من المأكولات الفاخرة ، ولا من يسهرون في حفلاتهم وينفثوا أراقيلهم ويقلبوا دفاتر شيكاتهم ، ولا من يحسبون اموالهم المكدسة ويتابعون البورصات العالمية كم ربحوا فيها وكم خسروا ، ولا من يضعون رؤوسهم في التراب كالنعام عند حدوث اي ازمة في بلدهم ، ولا من سرقوا ونهبوا البلد ، واعتبروها خالصة لهم دون غيرهم .
واخيرا اضع بين ايديكم هذه القراءة الموجزة لعلي اصل واياكم الى تعريف حقيقي لمفهوم طالما اختلف فيه الناس الا وهو كبار البلد
ودمتم بود
أتمنى مشاركه المنشور لتعم المعلومه
ونستطيع اخذ اراء الجميع
العميد الركن المتقاعد الدكتور علي مدالله الطراونة
11/1/2019