نيروز الإخبارية : نيروز الاخبارية
الدكتور مفضي المومني
اكاد اجزم اننا في الاردن حالة خاصة، قد لا تجد مثيل لها في الدنيا، في كثير من المجالات، ونتحدث هنا عن المناصب العليا والإدارات، نحن بلد موارده محدودة لا يحتمل كل هذا السلوك ،
عندما لا تسعفك الموارد تسعفك الاإدارات، فكيف اذا اصبحت المناصب العليا اعطيات... وشراء ذمم… ومحاصصة… وتنفيعات… وفساد… ومحسوبيه… والقائمة تطول، كيف لبلد ان ينهض ويتقدم وغالبية من يصلون المراكز العليا لا تنطبق عليهم معايير الكفاءة، ولم يتم تطبق معايير عادلة وتنافس شريف في تعيينهم ،المعادلة كما اسلفت بسيطة ولكنها صعبة المنال، بلد مثل الاردن موارده محدودة جدا، يحتاج لإدارات ذات كفاءة عالية لتحسن تعويض النقص في الموارد الطبيعية من خلال الموارد البشرية.
التعيينات الاخيرة مستفزة بكل معنى الكلمة، لماذا اخوان النواب؟ قائمة تصل الى ثمانية مناصب يتم اشغالها بهذة الطريقة الفجة، عبر مسيرة الاردن كنا نعيب على الحكومات سوء استخدام السلطة، والتعيينات التنفيعية، ومنذ اصبح لدينا مجلس نواب مطلوب منه المراقبة والتشريع! نسي دوره واصبح مجلسا لاختراق القانون والتنفيع، اصبحت مجالس النواب عبىئا على الوطن، واصبح الشعب الخاسر الوحيد امام توافقات من تحت الطاولة بين الحكومة ومجلس النواب، رئيس الحكومة في بلدنا للآن لا يملك الولاية العامة، وان ملكها لا يحسن استخدامها، هكذا تقول التجربة، خذلان يتبعه خذلان، والمواطن صابر على لظى انعدام تكافؤ الفرص، وغياب العدالة.
الاردن بلد يعج بحملة الشهادات العليا، والخبراء في مجالات شتى، لماذا لا يفعل التنافس الحقيقي لاشغال المناصب العليا؟ ولا يكفي ذلك اذ بعد التعيين يجب تطبيق مؤشرات الرقابة والتقييم، من خلال النتاجات، فمن يحقق النجاح يستمر، ومن لا يستطيع التقدم يستبدل، فهذا يكون محفز لكل من يشغل ادارة، بان يطور نفسه وادواته، ويعمل باتجاه تحقيق اهداف مؤسسته، والعكس مدراء يركنون الى الواسطه في بقائهم، لا يمتلكون ادوات النجاح، عاجزون، متربحون فاسدون، وهذا لم يعد سرا لسبب عدم قدرتنا على التطور والتقدم، ما زلنا دولة عاجزة في كل شيئ نستجدي صندوق النقد والدول المانحة، ونتصرف كاننا دولة تعيش علي بحر من المال.
قد يقول قائل ان ما تم هو محاولة للايقاع بمجلس النواب وتشويه صورته! وهذا مضحك مبكي، فمن قال ان المجلس العظيم صورته ناصعة لدى الاردنيين؟ لم تعد هنالك ثقة بمجالس النواب، مثلما اتسعت الهوة بين المواطن والحكومات، فالكل يستل سيفه لينهش ما تبقى من مقدرات الوطن، والكل يتعامل مع الوطن كبقرة حلوب.
اعرف انه لا يوجد اذن صاغية، ولا حكومات قادرة علي التغيير، ولكن سنبقى نكتب وننقد لاننا نحب بلدنا، ونريد له الافضل، والفساد الاداري اسوء الف مرة من الفساد المالي، لماذا يجب ان يتدخل الملك؟ لماذا لا تلتزم الحكومات بتطبيق المؤسسية واسس العدالة والشفافية، لماذا اصبح من الممكن التنبؤ من الان باسم رئيس الوزراء والوزراء بعد عشرين عاما، في ظل التوريث للمناصب، واستمراء المعادلة النتنة، ابن الوزير وزير وابن الحراث حراث!.
يا سادة لست عدميا، سننهض ونتقدم ان امتلكنا ارادة التغيير، فقط اوقفوا مؤسسة الفساد التي نخر جسم الوطن، عودو الجميع على تطبيق اسس العدالة والشفافية وتكافؤ الفرص، وسيصبح الاردن مثالا للجميع، (هل احلم؟ ) نعم في ظل استمرار النهج الحالي، لن نصل، وستقودون بلدنا من خيبة الى اخرى، ليكن تفكيركم ابعد من انوفكم، وابعد من توظيف اخوانكم، عندما نبني وطنا متقدما ناجحا، سنجني جميعا نتاج تقدمه، هل قراتم اخر احصائية للناتج القومي للفرد، واننا نتصدر ذيل القائمة مع الدول الفاشلة! وانتم تشبعونا مناصبا وبحثا عن مصالح ضيقة، اين المصلحة العليا للوطن في اذهانكم؟ اين الوطن الذي نتغنى فيه؟
يا سادة…. كفى، الاردن يستحق منا غير ذلك، قفو وقفة صدق مع انفسكم، ضعوا الاردن بين عيونكم، وسنصل جميعا، حمى الله الاردن.