نيروز الإخبارية : نيروز الاخبارية : ما زلنا ندفع آثار المحسوبية والواسطة وتدرج غير ذوي الكفاءات في بعض المناصب القيادية والمؤسسات الحكومية وهذا ما اوصلنا للوضع الاقتصادي الصعب الذي نعيشه ونجني ثماره.
مضى علينا قرن منذ تأسيس الإمارة ونحن نشهد تكرار نفس الأسماء تتنقل من منصب إلى آخر حتى لو تغيرت الأسماء لا تخرج عن العائلة لتلك المجموعة التي تتحكم في كل مفاصل الدولة
نحن لا نتحدث عن عدم كفاءتهم المطلقة ولكن نتحدث عن التوريث الغير عادل والظالم
على قاعدة "ابن الوزير وزير وابن الحراث حراث"
فعندما يدير الشخص غير المناسب اي قطاع أو منظومة فإنه يحارب ويقتل الكفاءات حتى لا يظهر أحد بجواره يخطف منه الأضواء
نحن في هذا البلد لا زلنا نفكر بعقليه الماضي ولا ننظر أبدا إلى الدول المتقدمة في كيفية إدارة واختيار صانعي القرار ومدراء ورؤساء الشركات والمؤسسات ليبنى القرار السياسي الداخلي على أساس غير واقعي
لا أريد هنا أن أتحدث عن البنية التحتية والاقتصاد المتهالك والزراعة والصناعة والمفاعلات النووية والفساد والتهرب الضريبي
أريد أن أتحدث عن البطالة وضياع الشباب وشعورهم بالغربة في وطنهم وشاهدنا ذلك في عدد المتقدمين للوظائف لدولة قطر الشقيقة والزحف من جميع المحافظات نحو الديوان الملكي العامر والذي أدى إلى ذلك عدم الثقة في طرق التشغيل واغتصاب الحق من خريجو العلوم السياسية في العمل بمجالهم؛ قد يقول البعض في الدول المتقدمة يوجد بطالة وجوع وفقر وايضا محسوبية لكن ليس بهذا الشكل العلني الذي يتحدى صمت أبناء هذا الوطن وشبابه، يجب علينا أن نستفيق ونفهم ان الغرب وصل إلى أعلى مستوى اقتصادي مبهر باستغلال طاقات الشباب والعمل على وضع كل شخص في مكانه المناسب الذي يلائم قدراته
فالحديث عن المشاجرات وتعاطي المخدرات والفكر المتطرف هو عدم إشغال الشباب فهم محبطين ومستقبلهم لم يرى الشمس فالذي اريد ان أشير اليه بأنه لم يعد يقلق انتشار البطالة بقدر القلق من تداعياتها ونتائجها الذي يؤدي إلى إفراغ الشباب لجميع أشكال العنف.
الروتين والبيروقراطية أمراض مزمنه يجب على المسؤلين القضاء عليها فالتقدم يحتاج إلى طريق مفعم بالديمقراطية والعدالة لكي نصل بقطاعات الدولة إلى كفاءات وقوة اقتصادية.
واليوم يطالب خريجو العلوم السياسية في الجامعات الأردنية بالإلتفات لهم والحديث عن التهميش الملفت لهم بحرمانهم من العمل في مجالهم واحتكاره على أبناء الذوات في جميع الوزارات وعدم وجود مسمى وظيفي لهذا المجال في ديوان الخدمة المدنية وسلب احقيتهم في تدريس مادة التربية الوطنية في المدارس ولم يشهد تعيين احد من خريجي العلوم السياسية عن طريق الدور التنافسي
فهنا لا نتحدث عن بطالة بل عدم الإعتراف بهذا المجال المهم للغاية والذي له مكانه رفيعة في الدول المتقدمة.
فبعد نهاية الحرب الباردة مع الاتحاد السوفيتي كان للولايات المتحدة جاسوسا روسيا يعمل مستشارا للرئيس الروسي فى ذلك الوقت وكان من أكثر السياسين إخلاصا فى العمل والجميع تفاجأ عندما تم الكشف أن هذا الرجل جاسوس للمخابرات الأمريكية فبعد التحقيق معه قال إن عمله كان يقوم على أساس وضع الرجل المناسب فى المكان غير المناسب فكان يأتى بالطبيب ويضعه فى وزارة الزراعة والطبيب لا يفهم شيئا بالزراعة وهذا يؤدى للقضاء على أي بادرة للبناء والتقدم.
نحن قتلنا انفسنا وكسرنا هذه القاعدة بالجاسوس الروتيني القاتل للكفاءات وحلقنا عاليا بين دول العالم الثالث وقمنا بتبني هذه النظرية "الرجل غير المناسب فى المكان المناسب".