يدير خبير هندي، يعمل في مشغل ذهب يعود لأحد "حيتان" الذهب في عمّان، آلة للتلاعب بالمجوهرات المشغولة أردنيا. الهندي كان قد ألقي القبض عليه بهذه التهمة، وهذا ما أفصح عنه المدير العام السابق لمؤسسة المواصفات والمقايس د. حيدر الزبن.
وشرح د. الزبن آلية عمل الآلة قائلا إنه يجري وضع "قلم دمغ الذهب" عليها فتعملان على تزييف المجوهرات والمسبوكات الذهبية، بواسطة أشعة الليزر، بهدف الطبع والتشكيل على الذهب والتلاعب بالعيارات المطلوبة.
وقال الزبن، إن الآلة تدمغ المصوغات المستوردة والمشغولة محليا وتقلد شعارات رسمية خاصة بالذهب إضافة إلى التلاعب بالعيارات الذهبية 21 قيراط أو 18 قيراط او 24 قيراط، منوها ان القانون النافذ يمنع دمغ الذهب والمجوهرات الا لدى دائرة المواصفات والمقاييس بشعارها الرسمي الذي يمثل مدينة البترا "الخزنة" ويظهر أسفل الشعار العيار القانوني للمصاغ الذهبي بالقيراط.
ولفت إلى ان المؤسسة لا تستطيع كشف الدمغات المزوّرة، الا بعد الابلاغ عن وجود آلة دمغ وإجراء الفحص اللازم على العيارات في حال ضبطت.
وقال إن الأردن يستورد من 66 إلى 80 طن سبائك ذهبية في العام وبمعدل دمغ يومي ما بين 60 كيلوغرام إلى 200 كيلوغرام.
وأضاف أن كمية المصوغات المستوردة والمحلية التي تم دمغها من قبل مؤسسة المواصفات والمقاييس بلغت أكثر من 60 طنا في العام.
وأكد الزبن عدم قدرة المؤسسة على تحديد كمية الذهب المزور الذي بيع في الاسواق لعدم تمكنها من معرفة المدة التي استخدمت فيها آلة التزوير، او كمية الإنتاج اليومي.
وأقر الزبن بالاخبارية التي وردت له عندما كان مديرا لمؤسسة المواصفات والمقاييس في 7 شباط من العام 2018 فعمد الى التفتيش على أحد محلات الذهب وخلال عملية التفتيش هذه ضبط "قلم دمغة" يحمل دمغة مزورة عن دمغة المؤسسة، إلا أنه لم يتمكن من ضبط الآلة التي يعمل عليها هذا "القلم".
وقال المدير العام السابق لمؤسسة المواصفات والمقايس انه عمد الى تحويل القضية لهيئة النزاهة ومكافحة الفساد ومن ثم تم تسليم قلم الدمغة المزور للهيئة عبر المدير الزبن بتاريخ الاول من تموز 2018 بحضور مدير الشؤون القانونية في مؤسسة المواصفات والمقاييس.
وقال إن الاصل بالمشاغل المحلية، تسليم المصوغات الذهبية لمؤسسة المواصفات والمقاييس لدمغها بعد الفحص والتأكد من العيار القانوني وذلك بعد دمغ المصوغات بالدمغة الخاصة بالمشغل.
واستهجن الزبن عدم تحويل "صاحب المشغل" للتحقيق في حين ان الحكومة حولت الهندي الذي وجد معه قلم دمغ، مؤكدا ان القلم لا يعني شئيا من دون "آلة الدمغ".