نيروز الإخبارية : نيروز الإخبارية:
بقلم : الدكتور منصور حمدان.
الأخ العزيز الأستاذ الدكتور محمد المعايعة، أود القول بأن المبدعون في الميزان التربوي كُثر في الأردن..إن ظهرت شمسهم فهم نعمة للفكر الإنساني فكلماتك ماهي إلا حرم تتطوف فيه نبل روحكم الطيبة، وتشعرنا بقداسة الفكر لديكم، وتكشف عن أسرار مداخل التعليم والتربية التي تطلق القوى الخفية لفلذات أكبادنا، ما تفضلت فيه مشكورا من المشاركة في المحاضرة التي عقدت يوم الخميس الموافق 28 / آذار لعام 2019 م، في مدرسة الكمشة الثانوية المختلطة وسمت معانيها بإدارة لمفاتيح الفهم لعالم يحوي على عوالم أرحب من عوالم الأرض والسماء.
وأقول مطمئنا إن ما تفضلت به مناقشا مع فلذات أكبادنا قد نفضت عن أهداب التعليم نعاس السنين، وشقت أكفان التلقين الذي نهلنا منه نحن، وتبددت ضبابياته التي غشت العقول المتحجرة، فنقشت صورة عقل جيل المستقبل على الشغاف للتعلم، وتعرف ذاته بذات الحياة.
كلماتك هي جنود مزجت بجدارة واستحقاق بين العقل المفكر والروح الباعثة للحياة في موات الأفكار، فكانت المحصلة هي إبداع إنساني ونتاج توافقي بين العقل والروح.
ولا شيء من الوصف يصدق على وصف قامتكم العلمية كما يصدق على وصف كل ناهل من خبراتكم. فأنتم من ذوي الأرواح العظيمة الحوامة فوق عظيم بدافع من شرف المحتد
ما رسمته في نقاشك كان طريقا معبدا لمن يسعى إلى مسايرة الفكر في تفجراته الذهنية ومسايرة الروح في وثباته اللانهائية، بكل فخر أقول أن فكركم مرجع واسع وخصب لبناة الوطن الحبيب، ولن ينتابني الخوف حينئذ عليهم؛ لأنك الجسر الذي سيعبرون عليه لتخطي شعور الضياع والانكسار أمام أعاصير الزمن وطغيان الأحاسيس وضمور المشاعر.
فخري أنك كنت ملازما لي في المحاضرة لنقف أمام فلذات أكبادنا - وبمساعدة ابنتي الدكتورة آلاء التي وهبتها للوطن-، لرفض كل فكر مشتط، ولننتزع قشرة التسلط التعليمي، واستكناه الكينونة للمعلم والمتعلم المجردة من الضلالات، والدخول إلى عالم قدسته جلالة الملكة رانيا المعظمة، واتخذت نتاج هذه المعرفة بالكينونة التربوية رمزا ساميا وهدفا شامخا تلوح به أكاديمية الملكة رانيا.
وفي هذا الصدد فإنني لا أذهب من القول شططا أنك حصنت هذه الكينونة التربوية من جواذب الشتات في شعاب الرتابة التي قد يقع بها رسول العلم، فاستنهضت همم أجيال المستقبل على القراءة، وكرست كل ذلك لخدمة الهدف الأكبر الذي يجب علينا أن نتسلح به، ألا وهو الانتماء والولاء لوطننا الحبيب. شكرا عالية لكلماتكم ولمعانيكم ذات الإشعاع الذي يضيء كل جانب معتم من الفكر والحياة.
أخوك الكاتب منصور محمد حمدان / رئيس اتحاد الكتاب والأدباء الدولي