نيروز الإخبارية : نيروز الإخبارية :
د.حسان ابوعرقوب
فريق من السيدات تقوم بهدم بيتها بنفسها، عن طريق إهمال زوجها، ونسيان حقوقه، وتجاهل وجوده، وعدم الاكتراث لحاجاته النفسية والعاطفية والجسدية، حيث تنشغل هذه السيدات بالأولاد، ذكورا وإناثا، وبترتيب البيت، والمناسبات الاجتماعية، وغيرها مما يلهيها عن زوجها وحاجاته التي من أجلها تزوج بها.
وما يزيد الطين بِلّة عندما ترزق العائلة بمولود في سنّ الكبر، فتقوم الزوجة من باب الحنان والعطف بجعل مولودها المدلل ذي السنوات (السبع) ينام سدا منيعا كسدّ الصين العظيم بينها وبين زوجها، فيمتنع الكلام بينهما وما يتبعه من مشاعر وأحاسيس، تصير تذبل حتى تصير إلى زوال. أو ربما صارت الأم المخلصة تنام في غرفة الأولاد، كي تغطيهم إذا تكشفوا، أو لتسهر معهم مزيدا من الوقت لأن الزوج ينام مبكرا نوعا ما، لأنه سيقوم للعمل صباحا، فتنقطع الصلاتُ بين الزوجين، وتنعدم جسور التواصل بينهما.
من خلال التصرفات السابقة يشعر الزوج أن يعيش في فندق لا في منزله، يأكل ويشرب وينام، وينفق من ماله على من في الفندق، لا أكثر ولا أقل، أين شعور الزوجية وأحاسيسها، لقد تبخّرت وطارت في الهواء، حتى تنتقل عدوى الجفاف العاطفي في كثير من الأحيان إلى الأولاد، فيتحول الوالد إلى أشبه بالصراف الآلي فقط، يخرج النقود لمن يحتاجها، دون الحصول على مشاعر الزوجية أو الأبوة، فيدخل الوالد المسكين في عزلة مرّة.
هنا يبدأ تفكير الزوج بالانتقال من هذا البيت بحثا عن حاجاته التي يفتقدها؛ لأن الطبيعة لا تقبل الفراغ، فإما أن يتجه إلى الحرام، فيمضي لياليه الحمراء خارج المنزل، وربما دخل في إدمان الخمر أو المخدرات أو لعب القمار، فتنهار العائلة وتُدمّر، ويتهم بأن الزوج وحده هو السبب. وربما لجأ الزوج إلى الحلال فتزوج بثانية وفتح بيتا آخر، فتدعو عليه الزوجة الأولى، وتتحسّب عليه وعلى اللي خلفوه، بحجة أنها لم تقصّر معه أبدا، بيته نظيف، وأولاده مرتبون، وأكله جاهز. وهنا نقول لهذه الزوجة المسكينة: إن الزوج يحتاج أكثر من ذلك.
وما قيل عن إهمال الزوجات يمكن أن ينعكس ويقال عن إهمال الأزواج لزوجاتهم، والنتيجة واحدة: خراب البيوت.