وفي حديث أدلى به، يوم 21 نوفمبر، لصحيفة "كومسومولسكايا برافدا" الروسية، قال مدير إدارة البحوث الحيوية في وكالة "ناسا" ويليام بالوسكي، وهو رائد فضاء أمريكي قام برحلة فضائية إلى القمر منذ 50 عاما: "استطعنا بفضل تحقيق برنامج (أبولو) معرفة الكثير عن قدرات الإنسان، بما في ذلك قدرته على البقاء في الفضاء المغلق والفضاء المكشوف. وأدركنا آنذاك الظروف اللازمة لمتابعة حالة صحة أفراد الطاقم في أثناء الرحلة الفضائية. وتوسع علمنا في هذا المجال مع كل رحلة فضائية تالية".
وأفاد الرائد السابق بأن "الخبراء الروس والأمريكيين اتفقوا فيما بعد على المشاركة في إنشاء محطة قمرية فضائية. لكن، يجب علينا استيضاح الكثير من الأمور قبل أن يباشر رواد الفضاء العمل في تلك المحطة، علما أن البعثات الأمريكية إلى القمر في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي كانت قصيرة ولم تستغرق إلا 11-13 يوما، ولم يواجه رواد الفضاء بعد عودتهم إلى الأرض مشاكل متعلقة بالإشعاع. أما الآن فسيعمل أفراد طاقم المحطة القمرية في مدار حول القمر على مدى أشهر. ولا نعرف ما سيصيبهم بسبب الإشعاعات، أو ما يمكن أن يعانوه من أمراض ومشاكل أخرى عضوية كانت أم نفسية". وذكر بالوسكي تجربة بقاء الأمريكي سكوث كيلي والروسي ميخائيل كورنيينكو على متن المحطة الفضائية الدولية لمدة عام. وقال إن تلك التجربة غير كافية لمعرفة تأثير الفضاء على جسم الإنسان خلال فترة طويلة. ولا بد من مشاركة 10 رجال ونساء على أقل تقدير في التجربة. وفي هذا السياق، يعد مشروع "سيريوس" هاما جدا من الناحية النفسية بالدرجة الأولى، علما أن الرجال والنساء سيبقون في الفضاء المغلق لمدة عام واحد وأكثر، وذلك في أثناء مشاركتهم في مشروع محاكاة الرحلة الفضائية إلى المريخ.