تمتد منطقة الغور من صفد وبحيرة طبريا شمالاً, وحتى بيسان والبحر الميت جنوباً, على رقعة جغرافية تقدر ب (1.6) مليون دونم كأخفض بقعة على وجه الأرض, تشكل حوالي ثلث مساحة الضفة الغربية, ذات طقس حار, وتربة زراعية خصبة صالحة للزراعة, وتربية الثروة السمكية, والثروة الحيوانية, وتوليد الطاقة, تربض على أهم حوض مائي في فلسطين, مما اعطاها ميزة اقتصادية.
الفكر الأيديولوجي الإسرائيلي يقوم على ثابت الأرض, وثابت الأمن, وثابت السكان, لهذا عمدت إسرائيل على تهويد الأرض منذ عام 1967, بما يعرف بخطة "آلون" من خلال الاستيلاء على الأراضي ومصادر المياه, وتهجير السكان, سيطروا على 50% من أراضي الغور كمناطق عسكرية مغلقة ومحميات, واقاموا أكثر من 90 موقعاً عسكرياً محصناً, كما بنو أكثر من 30 مستعمرة لتشكيل منطقة عازلة بين سكان الضفة الغربية وامتدادهم العربي شرقاً.
تشكل منطقة الغور عمقاً عسكرياً حيوياً, كحدود آمنة يسهل الدفاع عنها, توفر فترة إنذار كافية للقيام برد فعل تعرضي, تعتبر حزام أمني ومنطقة دفاعية, وفاصل جيواستراتيجي لضمان الأمن الدائم, تحسباً وخوفاً من أي تغيير سياسي أو عدم استقرار أمني في منطقة الشرق الأوسط, هناك من يؤمن في إسرائيل أن الردع التقليدي ووسائل الحماية التكنولوجية تبقى عاجزة أمام أي تهديد استراتيجي بري أو جوي أو صاروخي, وهذا يحتم التمسك بخطوط دفاعية ثابتة مستقرة على مشارف منطقة تقتيل ومحاور محددة لا تسمح بحرية المناورة, ولا قابلية الحركة, ولا انفتاح القطاعات.
سيتم ضم منطقة الغور تحت السيادة الإسرائيلية, نظراً لأهميتها الاقتصادية والأمنية والاستراتيجية, كمنطقة عازلة وجدار فصل وحائط صد, وسلسلة متماسكة متداخلة من المستعمرات شبه العسكرية, والنقاط الدفاعية الحصينة, لا يمكن التفريط بهذا السوار الحامي والدرع الواقي, لأن مصير إسرائيل يتقرر في منطقة الغور وهضبة الجولان.