بدأت قصة مبادرة حرير مع نشأت طفل عاش حياته مع ابوين انفصلا ليتركا طفلهما يستجدي طعم الحنان ويترعرع في بيت جده الذي تشرب فيه طعم الحب والحنان والانسانية وليترجم لاحقا ما تعلمه هناك بمبادرة اسماها "حرير " تستهدف رسم الابتسامة واسمى معاني الانسانية على محيا الاطفال مرضى السرطان.
نهاد الدباس الطفل الذي لم ينشا النشأة الطبيعية في ظل والديه، ولم تساعده الظروف ليكمل دراسته واختصر الطريق منذ صغره بتعلم مهنة ليعيل نفسه واسرته ليحظى بالعيش الكريم .
ورغم تصميم نهاد واصراره الذي لم يلين على الحياة الا ان غصة الطفولة والحرمان لازمته، وبقيت بين ثنايا صدره، وفجر من خلالها مبادرة اسماها "حرير" آثرها على وقته ونفسه ومستقبله ليجعلها تترعرع امام ناظريه كأنها فرد من اسرته يطورها ويساهم بتحقيق الحلم الذي حرم منه برسم الابتسامة على وجوه الاطفال من مرضى السرطان فهي رسالة يحملها على عاتقه لإسعادهم والتخفيف من مصيبة المرض التي حلت بهم واسرهم .
احترف الدباس مهنة الحلاقة التي بدأ مشوار حياته والاعتماد على ذاته من خلالها للكسب بلا حاجة معيل لكنه ابى الا ان يجعل تلك المهنة الابداعية دربا اخر ليرسم الابتسامة من خلالها على محيا المرضى الاطفال من خلال المساهمة بصنع الشعر الاصطناعي"الباروكة" والذي يعوض بعضا من معاناة المرضى وليمنحهم الامل بالحياة الطبيعية قدر المستطاع.
يقول الدباس مؤسس مبادرة حرير، لـــ"بترا" ان فكرة المبادرة تولدت من داخله وهو ما يزال طفلا ، وامن بها بعد ان اشتد عوده واصبح شابا حتى باتت الطموح والمعلم الابرز للمستقبل والطريق التي يستهدف بها اطفال مرضى السرطان لإسعادهم من خلال مبادرات خلاقة تتضمن احتفالات وزيارات لانعاش الامل وادخال السعادة الى قلوبهم.
لا ينكر نهاد خشيته من احتضار مبادرته بعد ان دب الوهن المادي في المبادرة ما جعله يستدين ليبقى الامل بحياة "حرير" قائما رغم كل التحديات، حتى جعله يدرك ان المبادرة اصابها السرطان ذاته الذي اصاب من استهدفتهم من الاطفال، وليقاوم دنو اجلها بصرخات استغاثة تصل لمسامع وقلوب عشاق الانسانية واصحاب القلوب الطيبة لتبقى تلك المبادرة تنبض بالحياة.
ولا يتردد مؤسس "حرير" وبهذا الوقت الذي تترنح به مبادرته وتحتضر من طلب الدعم والمساعدة من عشاق الانسانية لتعود الحياة لتلك المبادرة ويتدفق الامل مجددا بالحياة اليها ولتعاود رسم الابتسامة والامل بالحياة على محيا اطفال مرضى السرطان.
الكثيرون استدانوا لتحقيق احلامهم بالبناء والاعمار والمستقبل الواعد لهم ولأبنائهم، بينما مؤسس "حرير" استدان ورهن ما يملك في سبيل تطوير مبادرته والتفنن ببنائها، ما جعل جل من يعرفهم ينكرون ما صنع وما وصل اليه ولكنه يراهن كما يراهن اطفال مرضى السرطان ان على هذه الارض الطيبة من يؤمن بإعادة الامل والحياة الى "حرير" ولتكون بصيص الامل بالحياة المتجددة بالخير والعطاء القادم.
وتعمل مبادرة "حرير" للتنمية والتوعية المجتمعية على تحقيق أهداف سامية تساهم من خلال فعالياتها ونشاطاتها وحملاتها التوعوية على ايجاد مجتمع طفولي مبدع قادر على المساهمة بنشاطاتها الموجهة بشكل خاص لأطفال السرطان، وليكون ذلك أساسا لجيل قادر على تحقيق الانجازات وتخطي المستحيل والصعوبات.... "بترا"