نيروز الاخبارية : ندرة هم الرجال الذين يخلدون في الذاكرة الوطنية ويذكرون عند الشدائد، وتبقى الألسن تلهج بذكرهم الطيب، وتنمو أفعالهم الخيرة كالصدقة الجارية ، لا ينقطع أثرها أبد الدهر، فالإشارة اليهم تبعث الحياة في عظام الهمة وهي رميم .
أبو دحام نشأ وشب في قبيلة لها في مكاييل المجد اوزانا .. متصفا بأخلاق الفرسان النبلاء .. حاملا من الصحراء نقاءها ومن البداوة اعتدادها، فهو مدرسة في المكارم والمحامد ...كشلال منهمر ، وذكاءٍ متقد وبديهة حاضرة ، وحضور بهيج ، رضع المكارم كهلا ووليدا وحوى المفاخر طارفاً وتليدا .
الشيخ مثقال ..أسس بلدية صبحا واعتلى صهوتها رئيسا بالتزكية لأربع دورات متتالية، التي كانت في ثقافته واخلاقه مغرما لا مغنما .. كان خلالها قطب الرحى لأحدث نقلة نوعية، ومساره بوصلة واحدة لا يشير عقربها إلا لخدمة بلدته ، فقد حمل الثقيلة وقدم الجزيلة وصنع الفضيلة بنبل الفارس الكريم.
أبو دحام ..... كان للبادية الشمالية شمعة، صاحب بصمة، وقف معهم في كل مأزق ومحنة، وكم وكم له من وقفة مشرفة ، وكلمة حق في موقف شدة، يفزع الناس إليه ليقضي حوائجهم لنرجو الله ..أن يكون من الآمنين من فزع الله ، يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه .