عشق العمل السياسي منذ أن كان طالبا ، وعندما واجه حادثة اختطافه في بيروت في أوائل سبعينيات القرن الماضي ، لم يتغيّر أو يتبدل ، وحين عودته الى عمان في العام 1972 فوجيء باستقبال الراحل الكبير الملك الحسين رحمه الله له في المطار وكان برفقته رئيس الحكومة الراحل احمد اللوزي وكبار رجال الدولة .
لم يكن الطالب عبد الكريم يتوقّع مثل هذا الإستقبال وتلك الحفاوة ، ولم يكن يدرك معنى نظرات الملك الراحل إليه ، تلك النظرات التي كانت تبشّر بسياسي قادم بقوّة ، ولكن وقته لم يحن بعد ، فهو ما زال في العشرينيات من عمره ، والطريق مازال طويلا أمام الكباريتي .
كان العام 1989 فاصل في حياة دولة عبد الكريم الكباريتي الذي خاض الإنتخابات النيابية فأصبح عضوا في مجلس النواب ، وكان من اولئك النواب الذين يشار اليهم بالبنان الممتزج بالإعجاب لذلك الشاب النائب المتحمّس للمارسة السياسية وهي الأولى في تاريخ الرجل على ساحة الوطن الذي أعادت له الديمقراطية روح الحياة .
كان مجلس النواب خطوة هامّة نحو المنصب الوزاري سواء في وزارة السياحة أو الخارجية ، ثمّ كانت الخطوة الأكبر في تاريخ الرجل عندما وقع اختيار الراحل الحسين عليه ليكون رئيس الوزراء القادم .
ومن حق الإعلاميين في الأردن أن يفخروا بتلك الفترة ، من حيث الحريات الصحفية ومنح الضوء الأخضر للصحافة لقول ما تشاء دون خوف أو انتظار عواقب ، ورغم ما شهدته فترة الكباريتي من أحداث كرفع اسعار الخبز وغيرها ، إلّا أنه أثبت بأنّه من طينة الرجال الرجال الذين نفتقدهم اليوم ، فبات رجل دولة سواء كان في موقع المسؤولية أو خارجها ، وقائدا سياسيا بكل ما في الكلمة من معنى .
صحيح أن الكباريتي غائب اليوم عن الساحة السياسية متفرّغا لعمله المصرفي ، ولكن حين يظهر في مناسبة ما ويمنح فرصة للحديث تجد الجميع آذانا صاغية لما سيقوله أبو عون .
عبد الكريم الكباريتي ؛ واحدا من رجالات الوطن الذين يحظون بالتقدير والإعجاب والإحترام ، حتى أصبح مطلبا ملحّا للعودة الى رئاسة الوزراء نظرا لما يتمتع به من حنكة سياسية قلّ نظيرها في هذه الأوقات الصعبة ، التي نعيشها ويعيشها الإقليم والمحيط .