اكتشف العلماء أن القرود الخضراء لا تصاب بمرض نقص المناعة. لذلك قرر فريق دولي دراسة جينات هذه القرود لمعرفة الأسباب.
تمكن العلماء من خلال هذه الدراسة اكتشاف جينات تسمح لهذه القرود تجنب الإصابة بمرض نقص المناعة "الايدز". كما تمكن العلماء من تقسيم هذه القرود إلى ثمانية أنواع. بحسب مجلة Nature Genetics. تسمح التكنولوجيات المعاصرة للعلماء بوضع تصنيف للحيوانات وتحديد صلات القرابة بينها حتى وإن لم تكن ظاهرة في بنية أجسامها. كما إن التحليل الجيني يسمح بتحديد جغرافية انتشارها والطفرات الوراثية الحاصلة واكتشاف الأمراض الوراثية المميزة للأنواع وغير ذلك. فقد تمكن العلماء باستخدام المعطيات الجينية من معرفة أن صنف القرود الخضراء يتكون من ثمانية أنواع، ستة منها تنتشر في إفريقيا، والنوع السابع في جزيرة بربادوس والثامن في جزيرتي سانت كيتس ونيفيس البحر الكاريبي. القرود الخضراء هي الأقرب إلى الإنسان من بين القردة التي لا تشبهه وراثيا، لذلك تستخدم في الدراسات البيولوجية والطبية بما في ذلك مقاومة الفيروسات وإنتاج اللقاحات. من المعروف أن لدى القردة مستودع طبيعي لفيروس نقص المناعة ، الشبيه بالفيروس الذي يصيب الإنسان. هذا الفيروس موجود في جسم القرود الخضراء ويحميها من العدوى. وقد حدد العلماء في أول دراسة وراثية بأن هذا الفيروس كان موجودا في جميع أنواع القرود الخضراء منذ زهاء مليون سنة. ومع الزمن تطور كل نوع من هذه الأنواع وحصل على مناعة من هذا المرض. لذلك يحاول العلماء الاستفادة من التطور الحاصل خلال مليون سنة وتسخيره لخدمة الإنسان. تعتبر الدراسات التي تجرى على الحيوانات أفضل من التي تجرى على الإنسان من حيث دقتها وطاقتها الإنتاجية، لأسباب عدة- أولا، الباحثون يسيطرون على ظروف الحيوانات وغذائها وما شابه ذلك. هذا الأمر يسمح بظروف موحدة لجميع الحيوانات الخاضعة للدراسة. ثانيا، تستخدم مع الحيوانات تكنولوجيا معيارية وسرعة إنتاج الأنسجة. وثالثا، الحيوانات من مصدر واحد تكون قريبة وراثيا من بعضها.