في عمانَ العطاءِ والكرم..وقفَ وفي قلبِه نبضُ ١٠ ملايين أردني، حاملاً همومَ شعبه وآمالِهم، محارباً إحباطاتِ سنين، مدافعاً عن بلده التي تقبعُ وسطَ دائرةِ النارِ المحيطة التي تأكلُ بلداً تلو الآخر... مستقبلاً أميراً عربياً كريم صاحبَ خُلقٍ وموقفٍ وقيمٍ ودين، مستقبلاً وبكُلِ رحبٍ تميم، تميمَ المجد... ومركزاً على قيمِ العروبةِ والدمِ والدين...
وتريدُ منّي أن لا أناديه بقلبي! تريدُ منّي أن لا أرفعَ علمي، وأنا الذي أرى فيهِ أهلي وأرضي، أرى فيه الوطن مُذ كنتُ طفلاً ينشدُ في كلِ صباح ورأسي في المعالي شامخاً "عاش المليك، سامياً مقامه، خافقاتٍ في المعالي أعلامه"،
نفس الوطن الذي تزينَ وازداد نوراً فوقَ نور بإستقبالِ إخوةٌ وأشقاء ومن ساندوا الأردن من غيرِ منّة...
أيّا لائم الأردن، قُلْ وخمّن، أسهِبْ وجرّح، اقذِفْ وألّف...فواللهِ لو تجسّدَ كرمُ الأردنيين أمام عينيك لاستمرّيت في النقد، ليس لأمرٍ إلاّ لأنّك فاقدٌ لهذا الطبعِ والسمو، فاقدٌ للتقدير، فأنتَ لا تملكُ ما تستحقّ عليه الثناء، ولا تعرفُ معنى الكرمِ والعطاء،
فكيف سيطيبُ لكَ أن تعترفَ بفضلِ مَن يسعى للوطن ليحمي الوطن ويُعلي شأنَّ العروبةِ قبلَ الوطن.
أرجوك، رغم أنّك لستَ موضعَ رجاء، فأنتَ بالضعفِ الذي يجعلُكَ لا تملكُ مِن أمركَ شيئا، لكنْ سأحترمكَ قليلاً علّ احترامك رغمَ دناءتِكَ يجذبُكَ لِتفهَم، أرجوك..لا تقُلْ لي "كنتَ معارضاً"، فأنا لم أكن يوماً معارضاً، أنا مُذ أذّنَ والدي في أذني وطنيٌّ، وطنيٌ وطنيٌ.
الوطنُ بلدٌ وشعبٌ وقائد، كلٌّ لا يتجزّأ هوَ وطني، إنْ أردتَ أنتَ فُتاتَ وطنْ فهذا شأنُك، لكَ حينَها أنْ لا ترى ملكاً وقائد، ولكَ حينَها أنْ تبتعدَ بنفسكَ إلى جُزُرِ الواق واق..حيثُ لا قائدَ ولا شعب، لا حاكم ولا محكوم، ولا وطن.
كلمةٌ أخيرة يا هذا، أكلّما عجزتَ عنِ الوصولِ إلى مبتغىً تدّعي أنّ غيرك باعَ واشترى! أن غيركَ خانَ ولهثَ خلفَ مصلحةٍ ومنفعة!